مع بداية مجزرة إسرائيل في غزة غداة 7 أكتوبر 2023 وإلى اللحظة، يكون السؤال: ما الذي حققته إسرائيل؟
انظر إلى ما يحصل في العالم، وهو الجواب.
الأمم المتحدة تقدم فلسطين كدولة إلى الصفوف الأولى بين الدول، مقابل مشهد مندوب إسرائيل في نفس المكان، يمزق ميثاق الأمم المتحدة. وبرغم فعلته أصرت 146 دولة من 193 على أن تعترف بفلسطين كدولة، وهناك 13 دولة أوروبية تعترف بدولة فلسطين من 27 دولة... وإسرائيل لم تتعود من العالم طوال عمرها أن يقول لها أحد ما.. لا... بل ظلت السنين الطوال إلى 7 أكتوبر، الطفل المدلل، ومن يهمس حتى بالقرب منها اتُّهم بالتهمة الجاهزة "معاداة السامية"..
محكمة العدل الدولية تصدر قرارها المدوي نتيجة دعوى وطن مانديلا العظيم، ولم يكن أحد يجرؤ على التفكير بأن يقول لإسرائيل:
لو سمحتي يكفي...
في أمريكا الحاضنة الأم، تخرج الجامعات، وتتعالى الأصوات التي لم تكن تجرؤ وتسمع من يقول لها.. كفى..
كل يوم تنتصر إسرائيل... نعم.. على الأطفال، وعلى من في بطون النساء، تدمر وتحرق، وتهدم، وتقتلع حتى الأشجار، وتجوّع الناس، وكل هذا الدمار في مواجهة شعب أعزل ومقاومة حوصرت من السماء والأرض والبحر، لكنها استطاعت أن تحجم قوة الجيش الإسرائيلي، وكل إمكانات أمريكا العسكرية والسياسية، فعن أي انتصار يتحدث نتنياهو...؟
ماذا لو جرت حسبة بسيطة بدأت ذلك الصباح وتنتهي هذا المساء، ما الذي حققه ومن ورائه الغرب بكله؟
وكم أرثي لتلك الأصوات التي ظهرت في البداية تتهم وتخون وتتبجح:
ما الذي فعلته حماس؟
وماذا تحقق من هجوم أكتوبر؟
أين هم الآن؟
أين عبدالرحمن الراشد؟
أين المشككون؟
ها هي إسرائيل تتوسل الهدنة من تحت الطاولة، ويعمل الغرب الآن على إنقاذها وإنقاذ سمعة جيشها.. وهنا يجب القول إن خطاب بايدن الموجه للشرق الأوسط مجرد خدعة جديدة، بعد أن سقطت صورة إسرائيل إلى الحضيض...
2000 مقاتل استطاعوا أن يقلبوا طاولة العالم
وجيش قوي دمر الحرث والنسل، ولم يصل إلى شيء، وإن عمل الإعلام على عكس الصورة كما تعود، لكن هذه المرة لم يعد هناك رأي عام غربي يؤمن على كل ما يقال لصالح إسرائيل...
الشارع الغربي تغير، وما نراه أمامنا هو الدليل..
وغزة المحاصرة حتى هواءها، استطاعت أن تحجم أمريكا، حتى مهزلة مينائها المؤقت أضحك العالم على تفاهتها وحقد إدارتها...
ما يحصل الآن مؤامرة جديدة تخدم نتنياهو، ولا تخدم الفلسطينيين...
وهنا بتواضع أقول إذا وصل صوتي:
انتبهوا
أمريكا مقدمة على انتخابات
نتنياهو محاصر بين بن غفير وسموتريتش واليمين المقدس، ويريد مخرجًا...
فلا تضيعوا المكسب من أيديكم..