بين الحين والآخر يستعرض بعض "الوطنيين اليمنيين" عضلاتهم الوطنية رداً على قول يمس رمزاً ما من رموز اليمن، مثل: نسبة لحن أو أغنية يعتقدون أنها يمنية إلى بلدٍ آخر، أو قول، لهذا الشخص أو ذاك، بأنهم ليسوا أصل العرب، أو وصف لبعض مظاهر تخلفهم، مثل تعاطي القات كالأغنام.
لكن، هؤلاء وغيرهم لم يستفزهم أن بلادهم تُـصنف، منذ أكثر من 5 سنوات، على أنها الدولة الأكثر فشلا في العالم، والذي يعني أنها تقع في قاع العالم من جميع النواحي؛ فسيادتها غائبة، إذ يتحكم الأجانب في كل شؤونها، كبيرها وصغيرها، وشعبها من أفقر الشعوب ويعيش أغلبهم على الصدقات الأجنبية، وأراضيها ممزقة يحكمها أمراء الحرب المدعومين من الأجانب.
الوطني اليمني التافه، الذي لا يستفزه الوضع الذي وصلت إليه بلاده، ويستعرض "عضلاته الوطنية" على الجانب الخطأ والشخص الخطأ، كفنان محدود الثقافة أو متنطع بليد، ومن على شاكلتهم، هو أجبن من أن يوجه انتقاداته، ولو بالهمس، إلى من ينتهكون سيادة بلده ويمزقون وطنه جهارا نهارا. ليس هذا وحسب، الكثير من الوطنجية يتفاخرون ويتباهون بمدح هذا الممزق. والأكثر إثارة للسخرية والحزن؛ أن الكثير منهم لا ينكرون حصولهم على مخصصات مالية من الممزق.
قد تبدو هذه الكلمات قاسية، لكنها أقل مما ينبغي أن تقال عن هذه الكائنات؛ ففي الدول العادية يُـعتبر "المثقف" مجرماً إذا لم يدافع عن سيادة بلده واستقلالها وسلامة أراضيها. أما أن يصل به الحال إلى حد أنه يمدح هذا التمزيق ويسترزق من الممزق، فحينئذ يكون قد وصل إلى أدنى درجات الخيانة والإجرام، ومن ثم، يستحق أقصى العقوبات.