يزفون الخراب لليأس كله..
يشجون رأس البلاد بدون شفقة ولا رحمة..
كلهم والغون
وأنا كلما مت غنيت وكلما غنيت أموت..
يجيئون خفافا إلا من الخبث ويلتقطون الصور التذكارية أمام الحديقة التي احرقوها.
يتواصون بالشر ومع ذلك يحدثونك عن الرحمن الرحيم.
منظرهم مشوش في الصبح وفي غرف النوم لا يكتمل خريفهم.
آيلون لبراري الجسد ويكرهون الصراحة بالذات عن المصابات.
آثمون وتنتابهم الغبطة مثل برابرة يتباهون باللاشيء.
ساسة خردوات يتباهون بالبلد المشظى ويحقدون على الشعب الغلبان. ساسة لكأنهم القراصنة وبياناتهم عجفاء وذليلة ومهلكة للأحلام الوطنية.
ساسة أصنام سنهدمهم بأظافرنا السود والحاقدة ولن نغفر أو نسمح لهم بالمجيء إلى سدرة الفقراء.
ساسة لا يصلحون حتى أن يكونوا عمالا نبلاء في البلدية.
ساسة قرويون لا يصلحون أن يكونوا اصدقاء. مهووسون بالبسط على البقع والرتب وساعة مع الروس وساعة مع الامريكان.
لا يقولون صباح الخير لأحد إلا وهم يثرثرون مجرد ثرثرة عن النضال الوطني الذي تخرب بسببهم وقد اطمئنوا على ارصدتهم في بنوك السفلس. يقولون إنهم حزانى وفي الحقيقة ادخلونا كلنا جحر الداخلي مرة ومرتين وثلاثا ويريدونك أن تمدح منجزهم العظيم..
من جاء هؤلاء؟ جاءوا من وصايا الشهداء الذين لا يعرفون لماذا استشهدوا.
جاءوا من الخديعة والمؤامرة وحزن الشعب المكلوم والمسلوب والمغفل يتنابون على تبادل الأدوار والمراثي الصناعية يا أمي وقد سرقوا رفاة أبي من القبر.
من يخبر أيلول وتشرين عن هؤلاء الذين اندسوا في الأغنية ثم خلفوها رمادا. ستقولين هل أنت حر حتى تسأل.
انهم غزاة يا بني على شكل سناجب احيانا وأحيانا يشبهون الحداة. هم الاحتلال في فصوله الأربعة.
هم الطحالب الدموية يهبطون على كوابيسنا بالبراشوت. أحزنني أحدهم حين قال سأحاول الا أقول شيئاً لكنك ستفهمني قلت له الريح في الشمال جنوبية وفي الجنوب شمالية لكن الحزن أزرق في البلاد الضيقة والمتاهة تتسع وأنا وأنت يا الله نكره السياسيين فمتى يستقيلون لنصحو بلا ابتسامتهم الصفراء. نعرفهم ككاتم الصوت أو كالرعشة المتحجرة وفي التاسع من ابريل صدرونا للمنافي.