تعفو الكثير من الدول العربية والإسلامية عن بعض مسجونيها غير الجنائيين الذين قضوا فترة من عقوباتهم. مصر وربما غيرها من الدول تدفع في رمضان من ميزانية الدولة ما على الغارمين والغارمات من ديون سجنوا لعجزهم عن سدادها، ترجمة لمضمون الدين؛ الرحمة، وتنقذ رجالًا ونساء من تنفيذ كل فترة العقوبة، وتعيدهم إلى أسرهم والمجتمع.
اليمن، يمن الأرق قلوبًا، كما تقول الكتب، ويردد الخطباء، بتشطيراته السياسية المتنوعة، لا يتبع هذا التقليد الإسلامي المحمود في خواتم رمضان المباركة. أكتب هذه السطور وفي ذهني سجناء رأي سلميون، ومنهم في صنعاء الأستاذ محمد قحطان، والفنانة انتصار الحمادي، والقاضي عبدالوهاب قطران، الذين آمل مع كثيرين أن يصدر عفو عنهم ليستعيدوا حريتهم وكرامتهم وآدميتهم، ويلتم شملهم بأسرهم، ويعيشوا حياة طبيعية.
قحطان وقطران والحمادي
هذا النداء يشمل الآلاف من السجناء الذين يقضون عقوبات بأحكام قضائية أو بدونها، وبعضهم انتهت فترة محكوميتهم، ولكنهم لايزالون يقبعون في السجون، وما أدراك ما سجون اليمن.
العفو رسالة للناس بأن السلطات رغم تنافرها وكراهيتها لبعضها البعض، لا تكره مواطنيها، وتهتم بأمرهم، وأن لها قلبًا رؤوفًا.
رمضان شهر الرحمة والغفران، ليس الإلهي وحده، بل الإنساني، وكل سلطة مهما عتت وقست، يأتي عليها وقت يلين فيه قلبها القاسي، وتراعي حقوق الإنسان، وتكسب رضا الناس، وتقلل من خسائرها الشعبية.
إذا تم الإفراج عن الثلاثة وغيرهم، فستدخل السعادة إلى قلوب أسرهم، والبدء بتقليد إنساني يستمر بدون توقف. هذا النداء والرجاء يشمل الأسرى لدى كل السُّلط... والعفو عند المقدرة.
لماذا يغيب العفو الرمضاني في اليمن؟
2024-04-06