صنعاء 19C امطار خفيفة

أمريكا لسان وقح وعقل أجوف!

أيام حكم الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في تسعينيات القرن الماضي، انتشرت مقولة "From George to George"، أي أن السلطة في أمريكا لم تخرج عن العنصر "الأنجلوسكسوني"، منذ مؤسسها الأول "جورج واشنطن" وحتى "جورج بوش"، باستثناء "أوباما" الذي لا يخلو هو الآخر من دماء إنجليزية من جهة والدته.


المقولة التي انتشرت في الأوساط الشعبية بأمريكا، تؤشر إلى أن تطبيقات المجال السياسي الأمريكي، تتعارض تمامًا مع منظومة القيم الديمقراطية، وتفصح بجلاء تهميش طيف واسع من الفئات العرقية الأخرى، تكوّن بمجملها الكيان السياسي لدولة لا تنفك تدعي أنها راعية الديمقراطية الأولى في العالم..

مثلما تكشف عمق الروابط بين بريطانيا وأمريكا التي تضرب بجذورها عميقًا، وتجد تأصيلًا لها، ليس فقط في كون العنصر الأنجلوسكسوني، لايزال يمتلك السلطة المطلقة فيهما، بل كذلك في أن أمريكا هي الوليد الشرعي لبريطانيا، وراعيتها الأولى.. التأصيل التاريخي والمعرفي، لشبكة العلاقات والمصالح البينية بين هاتين الدلتين، يساعد بدرجة كبيرة، في جلاء الصورة لحالة التماهي الذي يصل درجة التطابق التام في إدارتهما للشؤون السياسية على المسرح العالمي.

والفرق بينهما: أن أمريكا لا تمتلك رؤية استراتيجية في المنطقة العربية ولا في العالم.. هي لديها فقط صوت مرتفع ولسان وقح في معظم الأحيان.. وهذا ما يفسر تعاملها الأهوج مع عديد ملفات وقضايا في المنطقة العربية تحديدًا، استوجب بالضرورة إنتاج جغرافية سياسية، تجري ضدًا على مصالحها، وتضع الكثير من المحللين السياسيين في حالة حرج وحيرة شديدين، من هكذا سياسات خرقاء لدولة يبدو أنها على عظمة تأثيرها السياسي، لا تجيد سوى صنع أعدائها.. والشاهد الأكبر: ما حدث في العراق الذي أسلمته أمريكا لعدوتها اللدودة إيران، ثم ما لبثت تندب اتساع النفوذ الإيراني في دول المنطقة.. فيما تعاملها الراهن مع اليمن، الذي لا يخلو من انتقائية واجتزاء للمشكلة والحل معًا، يؤكد أن الطفل المدلل لم يتعظ بعد، ويحاول لمس النار مجددًا..!

وقاحة اللسان، تنبئ عن عقل أخرق، تمامًا كحالة الصخب المرتفع للطبل الفارغ الأجوف.. ليصبح المجال السياسي، فضاءً مفتوحًا أمام بريطانيا، للقيام بمهام ترشيد السياسات الأمريكية وعقلنتها، وتعضيدها بما يخدم مصالح العالم الغربي.. متوسلةً في ذلك: كمًا هائلًا من المخزون المعرفي والخبرات المتراكمة للمنطقة والعالم، بفعل الإرث الاستعماري لها.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً