بعد قرابة أربعة أشهر من تحذيره – خلال شهر أغسطس الماضي - بأن القتال في اليمن قد يتجدد مالم تتوصل أطراف النزاع إلى اتفاق جديد لوقف الحرب، فاجأنا المبعوث الأممي الخاص باليمن خلال أواخر شهر ديسمبر -الذي ودعنا معه عام 2023- ببيان أشبه بإحاطاته الشهرية الروتينية لمجلس الأمن الدولي والتي إعتدنا متابعتها – فاجأنا - بترحيبه بموافقة الأطراف على عدد من الإلتزامات أو الخطوات التي توصل اليها بعد "سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط"، والتي قد تقود إلى خارطة طريق سيعمل المبعوث الأممي مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضعها تحت رعاية الأمم المتحدة لحل الأزمة المستفحلة منذ أواخر 2014!
والعجيب أن المبعوث الأممي كان خلال تصريحه قبل أربعة أشهر متشائما جدا معتبرا أن الوضع في اليمن مثير للقلق رغم حالة الهدؤ النسبي، ولم يستبعد إشتعال الحرب الشاملة مجددا.
فهل كان بيان أو إحاطة آخر العام ناتج عن مساع جادة بذلها المبعوث الأممي طوال الأشهر الماضية خلال جولاته ولقاءاته ومشاوراته مع أطراف النزاع ومن يدعمهم، وأن اليمنيين سيحتفلون قريبا بتحقيق إنجاز لم يتوقعوه أم أنه مجرد محاولة لذر الرماد على العيون أشبه بما تفعله النعامة عندما تدفن رأسها في الرمال وجسدها ظاهر للعيان؟
واليوم وقد دخل علينا عام 2014 وأوشك أبناء اليمن على تحمل أعباء ومعاناة العام العاشر للأزمة التي لم يشهد لها تاريخ اليمن الحديث مثيلا، ما زلنا ننتظر مدى صحة التسريبات المتعلقة بالتوقيع على الإلتزام بمجموعة التدابير التي تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة، وبالموافقة على المضي قدما بمشروع خارطة الطريق.. فهل يتمكن المبعوث الأممي وتتمكن معه الجهات والدول المعنية بالأزمة اليمنية من لم شمل ممثلي أطراف النزاع وإقناعهم بالتوقيع على ما تمت الموافقة عليه دون مماطلة أو تسويف؟ أم أننا سنكون في حاجة ماسة لمزيد من الصبر وإنتظار ما قد لا يأتي في موعده، وكأن علينا أن نواصل الجلوس فوق صفيح ساخن بانتظار ما يشبه المستحيل.؟