إذا كان الحديث النبوي أستثنى المسلم المؤمن، من اللدغ من نفس الجحر مرتين1، فمعنى ذلك أن غيرهم يقعون في المحذور2، ومن كان يشكك في الأمر، عليه سؤال حكومة العدو الإستيطاني، فلديها الجواب اليقين، بعد أن ثبت لها واقعياً، إمكانية أن يلدغ الإسرائيلي (المؤمن بصهيونيته العنصرية المتفوقة) من نفس الجحر مرات..... وليس مرتين فقط، حتى ولو كان قائداً محنكاً في جيشها الذي قيل بأنه لا يقهر..
وهو ما حدث معه بالفعل في قطاع غزه، وتحديداً في حي الشجاعية، حيث وقعت بالأمس ثلاث دفع من صفوة ضباطه وجنوده في كمين محكم للمقاومة، دفعة بعد أخرى... تباعاً، وفي زمن قياسي غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أدهش الخبراء الإستراتيجيون العسكريون، وحير في الوقت نفسه مدوني ورواة الأمثال. المأخوذ بها، ومن سجل المقاومة الفلسطينية يستزيد ثوار العالم ويستفيدون، مثلما تعلمت البطلة من تجربة رفيقتها الفيتنامية.... الرائدة!؟.
من غير المستبعد تكرار نفس لدغ "الشجاعية" الثلاثي (وربما أكثر) في مواقع مختلفة داخل القطاع المحاصر... المدمر، او في غيره من أراضي فلسطين المحتلة، لا سيما وأن ذاكرة العدو غدت مشوشة، وتبقى لدغة ال 7 من أكتوبر المجيد، اللدغة النوعية الإستثنائة..... القاتلة ( مهما قلل من شأنها التافهون، وبالذات العُرب منهم ) فقد كانت حاصل جمع لدغات شبكية، ولا زال جيش الإحتلال عاجز عن حصر عددها.... حتى الساعة، وقيادته المكسورة المكسوفة المرتبكة، على دراية مسبقة، بأن حبل المقاومة جرار وكرار.. وخناق.
ومتأكد بأن لدى أبطال المقاومة أفكار لأفخاخ يصعب التنبؤ بها او كشفها، قبل وقوع الفأس ع الرأس، بخلاف مفاجآت منافذ ودواخل ومخارج ومحيطات الأنفاق المتقنة الصنع، والحرب بطبيعة الحال خدعة، وخِدَع من ينشدون الحرية ويضحون لا تنتهي أبدا!؟
--
1- نفس قول الرسول يتردد على ألسن آخرين نابهين إحتاطوا.
2- مؤمنون كثر وقعوا في نفس المحظور، لأسباب عديدة، ويمكن الرجوع لسجل التاريخ للتأكد.