الزملاء الأعزاء قيادة نقابة الصحفيين في اجتماعكم في عمان لمناقشة برنامجكم الاستراتيجي..
من أعماق القلب نبارك لقاء عمان، ونشدد على أهميته، ودعم ومساعدة ومساندة زملائكم الصحفيين في الداخل اليمني الذين يدفعون أغلى الأثمان في مواجهة القمع والإرهاب، وإلغاء قيم الحرية والحياة، وحرية الرأي والتعبير، والذين يواجهون الاعتقالات الكيفية، والاختفاء القسري، وقطع المرتبات، وإلغاء الصحف المقروءة والمسموعة والمرئية وإغلاقها، وطردها خارج الوطن، وإغلاق المواقع، وقد طال الإغلاق حتى وسائل الإعلام الرسمية، وطرد الصحفيين من أعمالهم، وصدرت أحكام إعدام بحق أكثر من عشرة من الصحفيين، وقتل العشرات في الحروب، كما أن الجزء الأكبر من قيادة النقابة خارج وطنهم خوفًا على حياتهم، وعشرات ومئات من الكوادر الصحفية والمحررين ورؤساء تحرير هاربون بأنفسهم من القمع.
يُصَادر مقر النقابة في عدن، ويشكل كيان لا علاقة للعديدين من أعضائه بالمهنة، ويعم الإرهاب، وتتنافس مليشيات الحرب، وسلطات الأمر الواقع على قمع الصحفيين- شهود جرائم الحرب والقمع اليمني شمالاً وجنوبًا، شرقًا وغربًا، وتدافع النقابة عن أعضائها في ظل غياب الآخرين، ويتطوع زملاء من المحامين والمحاميات للدفاع عن الصحفيين المقدمين للمحاكمات الجائرة والخطرة.
ولا ننسى معاناة زملائنا الصحفيين في الشتات، ومخاوفهم على وطنهم المحروب، وعلى أهلهم وأسرهم ومستقبلهم.
وإذ نبارك لقاءكم؛ مشيدين بدعم الاتحاد الدولي للصحفيين في مناصرة النقابة اليمنية والفلسطينية واللبنانية التي قتل العشرات من أعضائها- نتمنى أن يكون تركيزكم على اليمن- كل اليمن-؛ سواء في إقرار عقد المؤتمر في الأرض اليمنية، وأنتم خير من يقدر مدى الإمكان، وتحديد المحاذير، ومدى المنع والسماح، كما نرجو أيضًا أن يُعطي الداخل الأهمية في تشكيل اللجنة التحضيرية؛ لأنكم تواجهون واقعًا مفككًا ومنقسمًا، بل ومتحاربًا، والأهم إذا لم تتمكنوا من عقد المؤتمر، فقد أدت قيادة النقابة رسالتها المهنية بشرف ومهنية واقتدار.
الأمر خارج إرادة الجميع، ومسئوليتنا جميعا النضال إلى جانب شعبنا للإيقاف الدائم والشامل للحرب، وتحقيق مصالحة وطنية ومجتمعية شاملة، وأن يعم الأمن والسلام والاستقرار الأرض اليمنية كلها.
لاجتماعكم النجاح والتوفيق، ولكم أخلص التحايا والسلام عليكم ورحمة الله.
زميلكم عبد الباري طاهر