كل حياتنا بانت منغصات ضاغطة مع تباين مفاعيلها... لكن أشد ما يشد على العصب الوطني اليمني كله جنوبًا وشمالًا، يتعلق بمآلات الأزمة الأعمق في تاريخنا الوطني، إلى أين المسار؟
قد ولجنا دائرة الغموض من أوسع أبوابها، نسمع ضجيجًا مبنيًا على تسريبات، لكن مع ما يكتفه من مخاطر الانزلاق إلى مهاوي الردى أن لم يكن هناك انسجام وطني يعتمده توافق وطني شامل مازال الجميع يتحدث عنه كضرورة بعد انحسار دور وتأثير الشرعية مع التحالف، بخاصة وقد رافق مسيرة التحالف من بدايتها وكل الحوارات السابقة ضمن ما أطلق عليه مشروع تحالف الشرعية، وآخرها كان مخرج المجلس الرئاسي بتشكيله المعروف عنوانه الرئيسي بأنه استكمال متطلبات المرحلة الانتقالية كما حددتها وثيقة انتقال السلطة من الرئيس السابق للمجلس اللاحق.
هذا الهم الوطني الضاغط علينا أولًا مع ما يحدث لغزة من مشروع إبادة، حيث نحن كشعب يمني على نفس طاولة وعناوين المقاومة الفلسطينية ومشروعها الوطني.. بالنسبة أما باقي الملفات للأزمة فهي نتائج للحرب ضمن أية رؤية ستنتهي للدخول في متطلبات المعالجة هي معقدة تزيدها الحرب بأشكالها تعقيدًا.
حاليًا انتقلت بلادنا من مرحلة تمديد الهدنة للبحث بفانوس ضعيف الإشارة للبحث عن مشروع للحل!
حاليًا انتقلت بلادنا من مرحلة تمديد الهدنة للبحث بفانوس ضعيف الإشارة للبحث عن مشروع للحل!
هنا الأشكال لماذا؟
كيف سيتولد مشروع الحل؟ سؤال يؤرق الشارع اليمني كله... مواطنًا وسياسيًا طبعًا.. الوطن كله بات يبحث عن حل يخرجه من الجحيم والشتات وغربة الدياسبورا داخل وخارج الوطن، هو كمواطن له الحق، أما الساسة فهم خلاف ذلك هم فرق وشيع وجزر مغلقة باتت كما اتضح من حوارات أجراها مركز صنعاء للحوارات مؤخرًا يضربون أخماسًا في أسداس، حيث:
الانتقالي يقول بأنه لم يطلع على المشروع، ولم يناقشه ويعدل ويضف إليه، بينما هو جزء من المجلس الرئاسي.
الاشتراكي يرى أن الحوارات الجارية بالرياض جهد يدور داخل ثوب عار هو ليس ضمنه، ثوب تلباسه التحالف الذي كان شريكًا وقائدًا، وأنصار الله المنقلب بات مفاوضًا وحيدًا سيخرجان هو والوسيط الكان شريكًا معًا، مشروعًا يطرح على باقي الرعية.
الناصري يقول بأنه لا يعرف شيئًا عن مشروع الاتفاق.
وإذا كان الانتقالي له مشروعه الحل الخاص، ولم يطلع على المشروع، فلم كان جزءًا من المجلس الرئاسي؟
الإصلاح عين على الجنة لدى الحلفاء ونيرانها، وعين على أنصار الله. وما خفي من سرية الاتصالات هو أعظم، ويثير أسئلة كثيرة ستجيب الأيام القادمات على ما كان وما ستخرج من جوفه من مفاجآت.
إذن، نحن أمام مشروع لحلفاء كانوا، باتوا شركاء، باتوا وسطاء... جالوا وصالوا... ومبعوث أممي يقول ولا يقول شيئًا.. وأنصار الله باتوا حصان طروادة، هل يلعب بكعب أخيل أينما يشاء؟ سؤال لمن كانوا تحالفًا، وبات أحدهم وسيطًا يبحث عن مصالحه.
والمنطقة باتت على كف عفريت، بعد أحداث البحر الأحمر كتتابع لطوفان الأقصى، حيث غزة قلبت طاولة المنطقة بكاملها، كما قلبت حرب أوكرانيا المدعومة أمريكيًا وأوروبيًا ضدا لروسيا. وعمان تؤدي دورها المقبول من الأطراف، ولو بدرجات متفاوتة. بالنسبة للإيراني يريد أن يقضم نصيبه عبر حلفائه لدينا وباقي المنطقة على حساب الغير يعزف ألحانه دون اطلاع أي مستمع إليه يدعوه ويلعب بأتاره كما يريد منفردًا!
إذن، ما المخرج؟
سؤال مطروح على جميع الأطياف اليمنية شمالًا وجنوبًا، نسأل: كيف؟
جنوبًا الأمر مرتبط كضرورة بتوافق جنوبي جنوبي... باقي الجمع حان وقت الإجابة على السؤال: إلى أين؟
الشرعية وهنت بما فيه الكفاية. الطيف الوطني خارجها مطالب بالتحرك حتى لا تتمزق وشائج بواقي سبأ... بات الأمر يتطلب مؤتمرًا يناقش ويتوافق على رؤية وطنية تتضمن بديلًا تاريخيًا ما يطرح، ما يخدم اليمن ككل حتى إن تباينت بعض المرئيات، حيث الواقع الحالي وخطوط صياغة برنامج يعيد تاج سبأ بعد دفن تحت الأنقاض، وهلكت سبأ وتدمر السد، واليوم يتدمر الوطن والإنسان.
هي صرخة مواطن يعيش مرحلة دياسبورا مرت عليها سنوات تسع لا نريد لها الاستمرار، ولا نريد إلا توافقًا وطنيًا وتعاونًا أخويًا مع الأشقاء تنسيقًا وجهودًا لبناء مشروع مستقبل مشترك ضمن تكافؤ وتشارك وتنسيق دومًا مشترك.
ذلك ما نريد ونأمل.