منطق مقلوب..
هو منطق الغرب، منطق أمريكا التي تروج لنفسها ليل نهار أنها حامية الديمقراطية وحقوق الإنسان!
أرسل التهديد تلو الآخر إلى كل الأطراف في المنطقة:
إذا اقتربتم فبوارجنا وحاملات طائراتنا بالمرصاد ترس الرسائل والتحذير تلو التحذير، وبالتوازي ترسل بريطانيا طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية إلى أجواء فلسطين "لطمأنة" إسرائيل: "لستم وحدكم"، وكندا تلحق، وألمانيا، وعموم الغرب..
ويرسل بايدن رسالته التي لا تتغير للفلسطينيين، وبالذات الأطفال:
"موتوا. ذلك قدركم"..
هنا السؤال للسلطة الفلسطينية:
عن أي أمريكا تراهنون؟
أمريكا ومعها غربها يكيلون بمكيالين، ويمارسون الشيء ونقيضه، وهذه المرة يرسلون فرقهم الخاصة تحارب إلى جانب الجنود الإسرائيليين، ويسخرون كل إمكاناتهم من أجلها.
يقول قائل:
لأن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني
تقول أنت:
طيب من يمثله؟
يأتي جواب السيد بلينكن:
السلطة..
تعود تسأله:
طيب وماذا قدمتم للسلطة؟
يقول أي عاقل:
لا شيء، بل ضيقنا عليها حتى في تحويل الأموال..
منطقهم:
نحن نريد السلطة مسؤولة عن أمن إسرائيل، وعليها ضمان ألا ينفذ فلسطيني إلا ببطاقة عمل تتصدق بها عليه! فقط ليعيش ويعمل في ورش بناء المستوطنات. وكلما مر الوقت تتغير الحقائق على الأرض حتى نفاجأ بمحمد دحلان بديلًا، وتنتهي القضية!
لا أدري كيف ينسى الناس أن أمريكا وأوائل الأمريكيين نهبوا أراضي سكانها الأصليين، ولذلك
فالطيور على أشكالها تقع، الإسرائيليون نهبوا أرض فلسطين، ولذلك أمريكا تقف معهم "سارق يحمي سارق".
الآن بان وجه الحقيقة بفضل طوفان الأقصى، ها هو رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن نبوءة أشعيا، يعني بالعربي أنهم لا يريدون أحدًا، يريدونها دولة اليهود من النيل إلى الفرات.
أوروبا مستعدة أن تتوزع الفلسطينيين كمهاجرين، وكذلك كندا التي مساحتها كبيرة هي الأخرى مستعدة، ولكي تنتهي حكاية فلسطين ويبنى الهيكل المزعوم ويعود المسيح! ويسودون في الأرض..
طوفان الأقصى كشف عن أقبح ما فيهم جميعًا من تل أبيب إلى كل عواصم الغرب..
هنا أنظر إلى بؤس الأمم المتحدة حين يجد أمينها العام نفسه محاصرًا بنقمة إسرائيل والغرب، فقط لأنه قال جملة واحدة "إن ما يحصل نتيجة معاناة 65 عامًا من الاحتلال"، لن يتركوه، إما أن يعتذر أو يستقيل، لقد تجاوز الخطوط الحمر التي هم يحددونها، ولا يملك العالم إزاءها إلا الإذعان.
وأنظر، فمجلس الأمن المهيمنة عليه أمريكا، لم يستطع فعل شيء، ولم يجانب مندوب الكويت الصواب عندما وجه لهم: "لقد فشلتم"، وعندما تصيغ أمريكا أي قرار لصالح إسرائيل، مندوبتها لا تطلب من بقية الأعضاء التصويت عليه، بل تقولها: "عليكم أن تصوتوا".
هي فرصة للعالم الذي يتشكل، أن يقف في وجه السيطرة الغربية، وإحداث نوع من التوازن في النظر ومعالجة قضايا العالم ومشاكله.
بعد طوفان الأقصى سيتعنتون أكثر، وتبتعد فلسطين أكثر، وستزداد إسرائيل عتوًا ونفورًا، ولن ينظر إلى السلطة، بل ستتحول إلى مجرد اسم يتردد بدون فعل للتخدير فقط..
وحدها موجات طوفان الأقصى من يأتي بالربيع.. أمريكا أخذت أرض الهنود الحمر بالقوة
ولا تسمع إلا لمنطق القوة، واسألوا الفيتناميين وإسرائيل تفتح الباب للدولة اليهودية، ولا ندري إلى أين ستذهب بعرب 48
إما أن يصحو الشارع العربي وراء الفلسطينيين، أو فاقرؤوا السلام على كل شيء..
إسرائيل من أمامكم
وأمريكا من ورائها...