هناك رسمة كاريكاتورية تصور بايدن يحتضن نتنياهو، ويضع في فمه الرضاعة.
تلك الرسمة تصور واقع الحال بدقة..
أمريكا، هذه المرة، بدت بشعة إلى درجة أن وزير خارجيتها تحول إلى مواطن إسرائيلي، ونسي نفسه تمامًا، إلى درجة أنه استفز موظفي وزارته، مما اضطره إلى توجيه رسالة جماعية يحاول فيها تهدئة خواطرهم.
تنتقل الكاميرا إلى مبنى الأمم المتحدة، حيث دار سجال بين الأمين العام للأمم المتحدة ووزير خارجية إسرائيل.
في اجتماع لمجلس الأمن، قال غوتيريس إن ما يحصل في غزة ناتج عن احتلال من 65 عامًا، وهذا أثار حفيظة الوزير، وكأن ما قاله الأمين ليس حقيقة يعرفها العالم، ويتغاضى عنها الغرب، وبالذات أمريكا وبريطانيا والديك الفرنسي الذي يحاول استعراض قدراته الآن أسوة بالسيئين الآخرين.
العالم الغربي الذي يحمل وزر الدم الفلسطيني في عنقه، ظل ينفخ في قربة إسرائيل حتى تضخمت، إلى درجة أن وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، استغفل عقول العالم غير الغربي، بالقول إن "الجيش الإسرائيلي أكثر جيش أخلاقي في العالم"، بدليل أن الأطفال الشهداء في غزة فاق ال2700 طفل، ولايزال منهم كثيرون تحت الأنقاض.
الإعلام الغربي ضخ من اللحظة الأولى لطوفان الأقصى، إلى العالم، صورة اخترعتها CNN، ورددتها كثيرًا، أن "الفلسطينيين قطعوا رؤوس الأطفال"، ليلتقطها المعتوه الأكبر، ويرددها هنا وهناك، حتى اعتذرت تلك القناة التي تضخ إلى أذهاننا الرسالة الأمريكية المشوهة، وتراجع بايدن الذي يفتخر بأن أقماره الصناعية تلتقط عقب السيجارة الملقاة في أي شارع عربي!
من فضح ادعاءاتهم هم الشباب الفلسطيني الذي بحكم الضرورة والحاجة، يجيد التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الغربي الموبوء، وهنا فوجئنا بعجزنا عن تتبع صفحات أصدقائنا في "فيسبوك"، والسبب جلي أنها إجراءات التغييب التي تقوم بها "google" وتوابعها، وهنا أيضًا حجبت صفحات كثيرة يجري التعتيم على الصور التي تبين بشاعة ما يقوم به "الجيش الأخلاقي".
بالمقابل، لا يوجد إعلام عربي حقيقي، "الجزيرة" تقوم بأداء رسالة ترسلها إلى ذهن المتلقي، وبرغم أنها تروج وتعمل لصالح فريق معين، إلا أن عملها متميز ومحترف. يقابلها قناة "العربية" التي تقوم بعملها كاللاعب الذي يبيع أصحابه بأن يذهب بالكرة بعيدًا عن المرمى المفتوح.
سيظل الشتات الإعلامي العربي انعكاسًا للشتات الرسمي العربي لا يعول عليه.
وحدهم أصحاب الحاجة من يستطيعون الانتصار على كل الجبهات.
القضية بحاجة إلى إعلام يصل إلى الشارع العالمي، ليفهم ذلك الشارع حقيقة المأساة وأساس المشكلة، فالذهن العام، قد شوهه المال اليهودي، وحوله إلى الجهة التي يريد..
يفترض في عرب المال أن يعطوا جزءًا من أموالهم في البنوك الأمريكية، للفلسطينيين، لتمويل إعلام قادر على المواجهة.
لا حاجة بنا للتذكير بأن العالم أصبح قرية صغيرة، وأذناه وعيناه سيطر عليهما الإعلام الممول من أساطين رأس المال اليهودي في الغرب عمومًا.