"عيال.. عيال" في سنة 1952م، كنت عيل.. من ضمن العويلة في بيوت السكان من أولاد ضباط وصف ضباط الجيش في معسكر سيداسير لاينس، بخور مكسر، الذي كان مقرًا لقيادة جيش محمية عدن.. بيتنا، وبيت الخضر أمسياري، وبيت علي خان أحمد فضل الرحمن وولديه نادر.. وأصغر، وينطقها أهلنا "عسكر"، وأختهما نادرة الناشطة الاجتماعية، والواسطة بين نسوان العرب ونسوان النصارى في الحي بداخل المعسكر..

 

نسكافية.. نستله نسبراي(النداء)

وهم عائلة كريمة من قبائل الباتان البنغالية، وبيت أبو محمد بن حميد اللحجي، الموسيقار في التخت العربي، وقائد فرقة الباند للموسيقى العسكرية، وعلي حسين المسيبلي، والشيخ صالح بانافع، إمامان يتناوبان إمامة الناس في مسجد المعسكر، والمسيبلي فاتح كتّاب "معلامة يعني" لتعليم القرآن، والملازم علي فريد العرولي، في السجنل سكودرن، فرقة اللاسلكي، وعلي صالح أمعبد، حامل عصا الصولجان في عروض المشاة اللي تصاحبها فرقة الباند العسكرية، وما عاد تسعفني الذاكرة بغيرهم.. عيال هذولا القوم هم صبيان الحي الأشاوس، وأنا واحد منهم.

في ذيك السنة حلت علينا البركة.. وجات مسز سيمبسون مع نادرة بصحبة سيارة كرافان هيلمان مطبوع عليها صور الإنتاج الجديد الذي خرج على العالم من النسكافيه والنسبراي.. وهما منتوجان جديدان سريعا الذوبان في الماء، خرجا على العالم للتو... نسكافيه.. ونسبراي.. هب هب هيييب.. هب هب.. هيييب.
جمعونا إحنا الزغاميط حق الحي، وهبوا لكل واحد مننا عانتين.. وهي العملة اللي كانت جديدة، وخرجت للتو من الخزائن البريطانية، تابعة لشلنج شرق إفريقيا الذي دخل السوق ليحل محل الروبية الهندية.. والعانة يمكن بعض الناس اليوم مازالوا يعرفونها.. أو شافوا تصاويرها في أي مكان، عملة من الصفر.. كبيرة نسبيًا.. ومخرومة من الوسط، والبسيتين هي نصف العانة، وحجمها أصغر إلى النصف.. وهناك السنتات، وهي الأكثر صغرًا.. ولا يكاد يتعامل بها أحد لضآلة قيمتها في البيع والشراء.
كان دورنا .. نحن كل العويلة.. مقابل العانتين بخشيش اللي أخذناها، هو المشاركة في حملة الترويج للبضاعة الجديدة التي ستكتسح العالم.. نمشي خلف البابور الهيلمان.. ومسز سيمبسون، وهي الميترن حق المستشفى، يعني كبيرة الممرضات والممرضين.. والسيدة نادرة بنت علي خان، الناشطة في العمل النسوي.. كل ما هو مطلوب مننا هو السير بعدهن والهتاف: نيسكافيه.. نيستله.. كله كله نيسبراي.. كله كله إيش؟ أيوالله.. عليكم نور.. كله كله نيسبراي.
وعلى غرار أغنية حسين فقيه: آيسكريم يا ملاي.. كل العيال حبوك.. وفي برنامج جنة الأطفال.. وشلو شلوا.. نيسكافيه.. نيستله.. كله كله نيسبراي..!
يا سلام.. ما أحلى جنة الأطفال.