ليس الانتقالي بمفرده يستجدي إشراكه في المفاوضات، فحتى تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية، هو الآخر، في بيانه الأخير، قبل نحو يومين، قدم استجداء مذلًا للمملكة بضرورة إشراكه في المفاوضات مع جماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن تجاهله بهذه الصورة لن يؤدي إلى تحقيق سلام وحلول ناجحة للأزمة اليمنية.
السؤال: ما الذي يجعل هذه المكونات والأحزاب التي يتشكل منها المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية، تبدو في هذا الوضع الضعيف الفاقد الحيلة؟ لقد رهنت هذه القوى السياسية، منذ وقت مبكر، قرارها للخارج، ورمت بكل بيضها في سلال دولتي التحالف، مقابل ترتيبات ومناصب وامتيازات فندقية ومالية، واليوم تجد نفسها خارج اللعبة والعملية السياسية، ويراد منها أن تحضر للتوقيع فقط كشاهد ما شاف حاجة.
لقد قدمتم تنازلات كثيرة ومذلة، لقد تخليتم عن شعبكم ومصالحه الوطنية والحياتية الضرورية، وتخليتم عن مسؤولياتكم في تقديم الخدمات للناس، وضبط الأمن، وحل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالناس في المناطق المحررة منذ تسع سنوات، مارستم الفساد في أبشع صورة، وبطرق لا مثيل لها ولم يسبق لليمنين أن شاهدوا مثلها، وفرطتم بانتصارات عسكرية كبيرة ومهمة، ثم تأتون اليوم تستجدون المشاركة في المفاوضات، من هذا الذي سيحترمكم أو سيعيركم اهتمامًا؟!
الشرعية بكل مكوناتها وأحزابها ومجالسها، بحاجة إلى أن تراجع أمورها للخروج من الورطة، وأن تغير سلوكها في التعامل مع اليمنيين ومع الحلفاء، وإلا ينبغي أن تتغير اليوم قبل بكرة، لأن البقاء على هذا الوضع سوف يكلف اليمن واليمنيين كثيرًا، سوف يكون المستقبل أسوأ من الحاضر، لن يكون هناك سلام حقيقي وحل حقيقي ووطني، سيتم التهام اليمن ومستقبل اليمنيين بصورة بشعة وكارثية، إن لم تتغير المعادلة على الأرض، وفي السياسة علينا انتظار الأسوأ.
ستكونون مجرد كومبارس وجنود حراسة للحوثي ومشروعه على امتداد كل اليمن، كفاية استجداء وهوانًا ومذلة.