رئيس الوزراء وجه وزير الداخلية برفع تقرير مفصل عن عملية اختطافها
العشرات من أبناء الطائفة اليهودية يعتصمون في ساحة الحرية وزوج اليهودية «لية» يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل اختطافها
يبذل هارون سالم كل ما بوسعه لاستعادة «لية»، عروسه التي اختفت مساء الأحد الماضي من منزله في المدينة السياحية بالعاصمة بعد أسبوع من زفافهما.
وصباح أمس اعتصم هارون وعشرات من أبناء الطائفة اليهودية أمام مبنى رئاسة الوزراء للمطالبة بسرعة إيجادها. وقال يحيي يوسف، العيلوم في الطائفة اليهودية بالمدينة السياحية، إن مكتب رئيس الوزراء أبلغهم أنه وجه وزير الداخلية برفع تقرير تفصيلي حول القضية، وأسباب اختفائها.
وإذ ثمن تفاعل رئيس الوزراء مع قضيتهم اعتبر يحيى، الذي قاد الاعتصام، اختفاء "لية" خطراً يؤرق أبناء طائفته.
والد العروس المختفية، سعيد بن سعيد الناعطي، قال لـ"نيوزيمن" إنه لا يعرف مكانها، وما إذا كانت قد فرت أو اختطفت. مؤكداً عدم إجبارها على الزواج من هارون سالم. مطالباً السلطات الأمنية بسرعة العثور عليها.
وكانت مصادر قبلية بمديرية خارف بمحافظة عمران قالت لـ"نيوز يمن" في وقت سابق إن العروس اليهودية لم تختطف، وإنما فرت من منزل زوجها لعدم رغبتها فيه.
وأضافت أن "لية" رفضت الزوج من هارون وتم غصبها بالقوة.
وترددت أنباء عن نشوء قصة حب بين "لية" وشاب من أبناء منطقة خارف يدعى (ح. م. ع)، لكن والدها أكد عدم علمه بذلك.
في ساحة الاعتصام أمام رئاسة الوزراء كان هارون سالم ما يزال يبدي قدراً من رباطة الجأش، رغم أن الواقعة وضعت نهاية لأحلامه الزوجية. وبصوت مغصوص: "تلقت لية مكالمة هاتفية ثم توجهت إلى الحمام وقالت لي ستأخذ دش". قال هارون مستذكراً الدقائق الأخيرة قبل اختفائها. وزاد في تصريحات أدلى بها لـ"التغيير نت": "كنت أنا ولية نتبادل أحاديث عادية عن أمور الزواج. تأخرت لية، أكثر من اللازم، فذهبت للاطمئنان عليها، وسمعت خرير ماء في الحمام، وبدا لي الأمر وكأنه طبيعي، فعدت إلى مكاني".
بعد عشر دقائق عاد الزوج: "كان صوت خرير الماء ما يزال يصدر من الحمام، طرقت الباب، ولا أحد يرد، بينما صوت الماء ظل على ما هو عليه".
حاول هارون فتح الباب، لكنه كان مغلقاً: "ظليت أنادي لية أكثر من مرة، وهي لا ترد، وبعد جهد جهيد فتحنا الباب فلم نلقاها، فصرخت بأعلى صوتي".
أبلغ الزوج غرفة عمليات وزارة الداخلية بالحادثة وطلب منهم مساعدته بالعثور عليها، متهماً شابا مسلما من أبناء خارف يدعى "ح. م. ع" بخطف زوجته من منزله في حي سعوان بالعاصمة بتواطؤ رجال حراسة بالمدينة السياحية حيث منزله.
واستدرك هارون بالقول بوجود تهديدات سبقت اختفاء "لية". ذاكراً حديثا لها جاء فيه: "الحمد لله دخلنا صنعاء، لم يعد هناك خطر علينا"، كما استدل بكثرة الاتصالات منها وإليها ليلة الخطف، حينها كنت أسألها فكانت ترد: هذا أبي، ومرة أمي، ومرة أخرى أخي. وكنت آخذ الأمر بشكل طبيعي.
يذكر أن العروس "لية" من يهود عمران وهي في العشرين من عمرها، زفت إلى هارون سالم من يهود صعدة الثلاثاء قبل الماضي في حفل حضره رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء والشيخ محمد بن ناجي الشائف وعدد من المسؤولين والصحفيين.
وقال مصدر في الطائفة اليهودية بصنعاء لـ"النداء" إن "لية" حملت معها ليلة هروبها مجوهراتها وأموالها.
ولم يستبعد تواطؤ جهات أمنية في عملية تهريبها من المدينة السياحية بالعاصمة، رغم تشديد الحراسة الليلية هناك.
ولفت إلى خطورة الحادثة باعتبارها تنطوي مساس بكرامة أسرتي العروسين. وحذر من مغبة تجاوز معتقدات وقيم اليمنيين، يهودا ومسلمين، في التعاطي الحكومي مع القضية. وقال إن معالجة هذه المشكلة الحساسة تتطلب أولا إظهار الفتاة المختفية، وإعادتها إلى أسرتها قبل البحث في أية تفاصيل تتعلق بزواجها.
رئيس الوزراء وجه وزير الداخلية برفع تقرير مفصل عن عملية اختطافها
2009-07-16