منذ عدة أشهر أنوي الكتابة عن تفاؤلي وسعادتي الكبيرين بعودة النداء، إلا أنني ظللت عاجزاً بسبب الوجع المستمر لرحيل الصديق العزيز بشير السيد رحمه الله، صاحب الابتسامة التي لا تنسى والجار الودود، قبل أن يكون موجها لي في مهنة المتاعب، وأول من شجعني لبدء أول كتابتي الصحفية لـ"النداء" من عدن في سنوات دراستي الجامعية الاولى.
الحقيقة أنه منذ صدور اول عدد للنداء واضبت على قراءتها إن لم يكن تكرر قراءة ذات العدد عدة مرات وشبه حفظ محتواه، لتشعل النداء بتميزها ومهنيتها والأسماء الملهمة في هيئة تحريرها وكتابها أولى شرارات الشغف لدراسة الصحافة والكتابة لها.
وأتذكر اول مشاركة لي في النداء، كانت حول ملف السجينات المعسرات المنسيات خلف قضبان السجن على ذمة حقوق خاصة عاجزات عن دفعها، حيث التزمت النداء بالمواظبة على طرق ملف المعسرين والمخفيين قسرا وتميزت بأسلوب كتابة القصة الانسانية التي لم تكن مستخدمة في الصحافة اليمنية وقتذاك.
كما اتذكر بمرارة تلك الحقبة الذهبية للصحافة الورقية في اليمن، حيث كنت مثل كثيرين اتجه باكرًا إلى الكشك للحصول على "النداء" و"الثوري" و"الثقافية"، وهي حقبة للأسف لن تعود؛ فلم يعد هناك مؤخرا ما يستحق القراءة، لتعيد "النداء" مجددًا بصيص أمل يستحق أن نعض عليه بالنواجذ.
ما يثلج الصدر هو مواصلة العزيز سامي غالب منذ العودة ذات نهج "النداء" المهني والمتميز، وعودة كتاب متميزين افتقدنا أسمائهم خلال الفترة الماضية، وعاد الشغف بانتظار ما يستحق القراءة.
تهانينا لقراء النداء وربانها وكتابها بهذه العودة..