لكن التحدي الأكبر ليس منافسه العلماني بل الزمن!
فالمبدأ في السياسة، كما في الحياة، ان الزمن ليس عاملا محايدا. وعلى المعلقين العرب، بالذات المحسوبين على الحركات الاسلامية، أن يتذكروا أن أردوغان "بشري" وليس يعقل أن يقضي الرجل عشرين عاما في الحكم، رئيسا للوزراء في نظام برلماني فرئيس للجمهورية بعد تعديلات احدثها قبل 7 سنوات، ثم ينتظر أن يتم التجديد له بيسر لأنه "الزعيم التاريخي"!
أردوغان ليس الاستثناء!
التاريخ حافل بالدروس والعبر حول مسيرات قادة تاريخيين افتقروا للحساسية اللازمة حيال الزمن فتكفل هذا بنزع الصفات فوق البشرية التي خلعت عليهم من محبيهم وأنصارهم.
"السوبرمان" قد يخسر الانتخابات!
هذا بالطبع أمر قد يكون له الضرر الكبير على العالم العربي خصوصا أنه قام- تحت ضغط التحولات في الاقليم والعالم- بمراجعة مواقفه تجاه دول عربية اساسية كمصر والسعودية، كما شرع بدءا من 2021 في تجريب سياسة مختلفة حيال سوريا الجريحة بعد أن تصرف طيلة السنوات العشر السابقة (2011- 2020) ك"سلطان" على حد تعبير المناوئين لسياسته العربية بعد 2011.
الأكيد أن أردوغان أثر عميقا في تركيا التي انتقلت في عهده من "ذيل الغرب" الى قمة العالم الاسلامي. هذا جوهر الحقية الأردوغانية فاز "السلطان" بدورة رئاسية جديدة أم خسر!