الأستاذ علي محمد الحبوري نجم من نجوم الحياة العامة في صنعاء. فهو نجم في الأندية الرياضية، ومن مؤسسي نادي الوحدة في صنعاء. ونجم في النشاط البنكي والمصرفي. ونجم في المقايل الصنعانية. وله حضور في مقيل الدكتور عبدالعزيز المقالح.
علي الحبوري كأخيه الكبير لطف الحبوري، صناع النكتة الصنعانية لا تراه إلا باسمًا.
عندما عدت من سوريا، أواخر عام 1982، وجدتني محاصرًا بالرقابة الأمنية المطبقة بعد الخروج من الاعتقال.
منحني قرضًا دون أن أطلب منه، لشراء سيارة أعمل عليها كأجرة، عملت عليها لبضعة أشهر، ثم بعتها وأعدت له القرض دون أن يطلبه أيضًا.
كان علي محمد الحبوري المثقف الصامت والإنسان أدبًا وسلوكًا وخلقًا. أحب الناس وأحبوه كأخيه لطف الحبوري، تجري النكتة والطرف واللطف في دمائهما.
في أحد مقايل صنعاء قذف لطف الحبوري بنكتة أودت به إلى غياهب الاعتقال والاختفاء القسري، والتعذيب الشنيع. خرج بوساطات كبيرة، لم يعش بعدها إلا بضعة أعوام منزويًا، ثم غادر صامتًا منكسرًا.
علي محمد الحبوري كان وادعًا هادئًا، كرس حياته للنفع العام، لمن يعرف ولمن لا يعرف. خفيف الظل. كفاءة بنكية كبيرة. أحيل للتقاعد دون أن يسوي وضعه كغيره من المتقاعدين. عزف عن المراجعة أو التظلم. حاول العديد من أصدقائه -على كثرتهم- دفعه لتقديم ملفه للخدمة المدنية. فهل تجد أسرته المكلومة وأولاده الإنصاف، فالحق يطالب به بعد الموت، ولا عزاء.