صنعاء 19C امطار خفيفة

«السعيدة» و «اليمنية».. «خوّفه بالموت يرضى بالحمى».. !!

2009-01-03
«السعيدة» و «اليمنية».. «خوّفه بالموت يرضى بالحمى».. !!
«السعيدة» و «اليمنية»..«خوّفه بالموت يرضى بالحمى»..!!
محمد قاسم نعمان
الأمثلة اليمنية تطبق على الواقع. والمشكلة أن النوعية التي تؤخذ من قبل مسؤولينا لتطبيقها على واقعنا هي التي تنفعهم وحدهم فيما تضر بالناس العامة.
إليكم أحد هذه الأمثلة التي استعان به العقل "المسؤولـ"  والذي استهدف به تغيير اتجاهات الرأي العام . المثل يقول: "خوّفه بالموت يرضى بالحمى"!!  الإخوة المسؤولون الحكوميون –أو لنقل بعضهم– المعنيون بتوفير خدمة النقل الجوي للمواطنين – ولنقل هنا أيضا: المعنيون بتحسين تقديم خدمة للعامة من الناس في مجال النقل الجوي الداخلي خاصة، مع مراعاة مستوى دخل الفرد بعد أن كثرت الملاحظات والانتقادات لطيران "اليمنية" ومع ظهور دعوات من قبل القطاع الخاص والمستثمرين مطالبين بالسماح لهم بالمشاركة والاستثمار في مجال النقل الجوي ولو حتى في مجال النقل الداخلي، ورفضت كل تلك الطلبات لكنهم لم ييأسوا من مطالبتهم وهذا ما شكل إقلاقا لبعض المستفيدين من بقاء الوضع كما هو عليه!! رغم أن إفساح المجال للقطاع الخاص والمستثمرين سيفتح باب المنافسة التي ستتيح مجال تحسين خدمة النقل الجوي والأسعار.
وهنا تفتق "العقل اليمني" الذي لا يبدع إلا في ما لا ينفع الناس والعامة  (وكل شيء بثمنه) فقدم مقترحا بإنشاء شركة "جديدة" سموها "السعيدة" لتغطي مطالبة الناس (بتحسين خدمات النقل الجوي الداخلي) وتتحايل في الوقت ذاته على مطالبة القطاع الخاص بالمشاركة وتضمن بقاء السيطرة على موضوع النقل الجوي وتضمن كذلك عدم المساس بـ"اليمنية"!! وهذه هي الأهداف غير المعلنة وأبرزها أيضا جعل المنتقدين لـ"اليمنية" يقبلون بها، أي تغيير اتجاهات النقد الموجه لليمنية ليصبح قبولا بها، لأنها كانت الأفضل بالمقارنة مع الشركة الجديدة التي سموها "السعيدة" وهي في واقع الأمر لا تمت بعلاقة لأي نوع من أنواع السعادة التي تعرفها البشرية!! وكانت مرجعية "العقل المبدع" الذي يعمل تحت شعار "أنا هنا تحت الطلبـ" الاستعانة بمثل شعبي يغلف به انتهاكات حقوق الإنسان وهو المثل القائل "خوّفه بالموت.. يرضى بالحمى" وسيواجهه مثل شعبي يمني أيضا  وسيكون هنا لسان حال الناس – الرأي العام المطالب بتحسين هذه الخدمة والمنتقد لأداء اليمنية وهذا المثل هو "جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفوش"!! ولهذا قالوا إن قيمة التذكرة في الشركة الجديدة ستكون مخفضة بالمقارنة بأسعار اليمنية؛ ولكن -وآه من "ولكن"!- برز وبشكل سريع كذب تلك الوعود وانكشف المستور وبرز الهدف الحقيقي ووصلت الرسالة، وها أنا أحد هؤلاء المواطنين أقر وأعترف أن "اليمنية" هي الأفضل وأنني بكامل قواي العقلية أقول ذلك وأضيف أننا نقبل بقاء "اليمنية" ولن نطالب بسواها ولا نريد أي سعادة من الموعودة "سعيدة" وسنظل نطالب بركوب "اليمنية" دون غيرها.
والسبب أن "السعيدة" لا راحة فيها، فهي لا تصلح إلا للخدمات الخاصة (للشركات أو العائلات من أصحاب النفوذ والإمكانيات، فهي لا يمكن أن تستوعب 80 راكبا كما هو حاصل الآن، لأنها لا تصلح إلا لاستيعاب مجموعة من الكراسي والطاولات!! أو لخدمة الشركات وأطقمها  المحدودة العدد.
أما المثير أكثر لهذه "الهدية" الحكومية غير "السعيدة" أن قيمة تذكرتها  زاد عن اليمنية بالضعف (وصلت 18 ألف ريال يمني) وبنظام "الحراج" لقيمة التذكرة الواحدة من صنعاء إلى عدن فقد تفاوتت القيمة بين 18 ألف ريال و15 ألف ريال و13 ألف ريال و10 آلاف ريال وكلها من مصدر واحد لمكاتب شركة "السعيدة" نفسها!!
أما الهم الآخر الذي استطاع به المسؤولون عن وضع وتنفيذ هذا المشروع (السعيدة) وأن يقنعونا بها أن نقبل بـ"اليمنية"، تحت مبرر "جني نعرفه ولا إنسي ما نعرفوش"، فهو ما يتعلق بمواعيد الإقلاع، فقد أبلغ الناس أن موعد إقلاعها السابعة والربع من مطار صنعاء إلى عدن، ولكن الطائرة في هذا الموعد كانت ماتزال في الحديدة!! وبرزت بعدها ملاحظة الركاب عند ركوبهم "السعيدة" فكانت تعليقاتهم كثيرة، منهم من أطلق عليها "الماسورة" تعبير عن أن الطائرة طول بلا عرض، وآخرون أطلقوا عليها "الرويشان الطائر" مع احترامنا للرويشان، وآخرون عبروا عن استيائهم بأنهم أول وآخر مرة يركبون "السعيدة" في رحلاتهم الداخلية.
صورة أخرى استفزت وأثارت الركاب، أن "اليمنية" وقيمة تذكرتها 10 آلاف ريال يسمح فيها للركاب ب20 كيلوجراما وزنا بينما هذه "التعيسة" وصلت قيمة تذكرتها –خط واحد– إلى 18 ألف ريال ولا يسمح للركاب بغير 15 كيلوجراما، ومن لديه زيادة على هذا الوزن ملزم إجبارا بتسديد قيمة الوزن الزائد.
واستنادا إلى كل ما ذكرناه آنفا فإننا نكرر قبولنا بحُمَّى "اليمنية" بدلا من موت "السعيدة". وبصلح الله ورسول الله نعد الإخوة المسؤولين بأننا لن ننتقد "اليمنية" بعد اليوم، وندعو القطاع والمستثمرين (رحمة بالناس وحتى لا يتعرضون لمثل هذا العقاب) إلى عدم المطالبة بالمشاركة في هذا المجال  والقبول بـ"اليمنية" لتعمل ما تشاء!!

إقرأ أيضاً