رمضان كريم - منصور هائل
كيف يمكن احتواء تداعيات انهيار الاستثمار واقتصاد البلاد ومكانتها بسبب مقتل مطربة، ووفقاً للشبهات التي تحوم حول رجل أعمال مرتبط بمطبخ السياسة وصناعة القرارات في النظام الحاكم والحزب الحاكم؟
كيف يمكن إنجاز المهمة بتعليق خفيف، كثيف، يستوعب تلابيب جريمة فتحت أبواب الخيال على آخرها بدراماتيكية رشحتها لأن تكون أكثر إثارة وجاذبية من المسلسلات التلفزيونية الرمضانية؟
وبما أن الجريمة خرجت من جلباب النظام أو الحزب الحاكم فمن الواجب أن ينظر لهذا الحاكم بوصفه صاحب دور البطولة في اختراع رجال أعمال طارئين اجتمعت في أيديهم عناصر المال والجاه والسلطان- مثلث الخطايا- وصار عليه أن يتهيأ لاستقبال الضربات المرتدة الكفيلة بزعزعة أساساته ونزع أنفاسه.
وليس ثمة شيء آخر ينتظر من هؤلاء الطارئين المتحصنين بمراكز النفوذ العليا، والذين لا يتورعون عن خرق القانون والدستور بخفة واستهتار كما لا يتورعون عن سحق كل من يعترض سبيلهم ومن لا يستجيب لرغباتهم وشهواتهم الماجنة.
وحتى لايلتبس الأمر يتوجب التنويه بأن اليمن بنظامها وحزبها الحاكم ليست هي المقصودة بهذا التعليق رغم التقاء القاهرة مع صنعاء على خط عدم الاستواء في أشياء كثيرة تتصدرها كوارث (الحاكم) هنا وهناك.
ولن نأتي بجديد عن مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم بشقتها في مدينة دبي أواخر يوليو الماضي وعن ملابسات نهايتها الفاجعة التي تحولت إلى قضية رأي عام في مصر.
واللافت أن قرار النائب العام في مصر بالتحفظ على قيادي كبير في الحزب الحاكم ورجل أعمال من العيار الثقيل -امبراطور العقارات- وحبسه بعد رفع الحصانة عنه في سجن مزرعة طرة الخاص برجال الأعمال وغيرهم من عناصر نخبة الفساد، وفر مادة خصبة للصحافة المصرية والعربية التي فتحت نيرانها على أولئك الذين صعدوا خلسة إلى مراكز الحكم والتحكم واستغلوا المناخ الذي أتاح الفرص لمن يجيد أقتناصها، وتربوا في أحضان السلطة، والتصقوا بحاشية صناعة السياسات والقرارات، وانفتحت أمامهم خزائن البنوك ومنحت لهم العطايا المجانية والمليارات السلهة، والقروض الميسرة، وصاروا من «أمراء مصر الجدد»، ومن شركاء الدولة الذين يعملون «بدرجة رجل أعمال» ويستفيدون من زواج الثروة بالسلطة، ويكسبون المليارات بسهولة شديدة دون أي مجهود حقيقي.
وانكشف المطبخ وتعرى، وصارت أسرار وخلفيات مصرع الفنانة سوزان تميم فاكهة الأيام والأماسي الرمضانية المصرية، وملح النكتة المتجددة والمتوالدة بكثرة في الصحافة المطبوعة والمرئية، القومية والمعارضة، حتى إن مجلة روز اليوسف نشرت كاريكاتور تظهر فيه قضية سوزان تميم على شاشة التلفزيون، وقضيتها وهي مسموعة من الراديو، ثم وهي تقرأ في الصحيفة وفي وقت واحد، ما جعل القارئي الذي كان يتصفح الجريدة في الشارع يردد: رمضان تمي... قصدي كريم!
في ذات المنحى قال آخر: صدقني، أنا عايز ربنا يفك حبسه علشان يخلصنا من بقية المطربات.
وعلق ثالث: أهو الحزب الوطني بقى ما يقدرش في حكاية المطربة يقول بناء على توجيهات السيد الرئيس.
وقال رابع: لما يعرفوا مين اللي قتل المطربة اسمهان من سبعين سنة يبقوا يعرفوا مين اللي قتل المطربة سوزان تميم من سبعين ساعة.
وعلق حانوتي: المطربة ح تدفن في مصر.
وقال مدير تحرير «الاحرار»: قال شيخ الازهر عن سوزان تميم إنه من مات بهذه الطريقة فهو شهيد، ومازال البعض يشكك في استشهاد من يقومون بعمليات انتحارية.
وإلى هنا سنختم بالقول: اللهم لا شماتة، فالحال من بعضه، ورمضان تم.... أقصد: كريم.
mansoorhaelMail
رمضان كريم
2008-09-19