مارب تكرم عارف الزوكا ب20 شهادة وتودعه ب6 صوالين - علي الضبيبي
«وداعة الله واعارف»، هكذا ودعت «مأرب» عارف الزوكا قبل أمس وكان آخر مودعيه الشيخ ربيش بن كعلان.
محافظ مأرب السابق تعهد لأهلها بأن يبقى وفياً معهم. وفي تمام الرابعة والنصف عصراً سلَّم عارف الزوكا آخر ما بعهدته من أوراق إلى المحافظ الجديد، ونهض من «مدكاه» في ديوان مقيل المحافظة: «خاطركم يا رجال واكرمكم الله».
كان حفلاً خطابياً وفنياً أقيم صباح الإثنين بالصالة الرياضية المغلقة في مدينة مأرب لتكريم المحافظ السابق واستقبال المحافظ الجديد.
وفي هذا الحفل الذي حضره عدد من شيوخ القبائل والشخصيات السياسية والعسكرية وتدفقت إليه جموع المواطنين، ألقى عارف الزوكا في الجماهير التي عايشها سنتين وأربعة أشهر كلمة «الوادع». قال لهم عارف: «لن أنساكم أبداً وسوف أبقى وفياً لكم ما بقيت». وبعد ذلك طلب منهم طلباً واحداً: «سامحوني».
في الحفل ألقيت عدد من الكلمات والقصائد الشعرية. وألقى محافظ مأرب الجديد كلمته الجماهيرية الأولى، بعد انتخابه محافظاً، حيَّا فيها سلفه قائلاً: «إن كل الجهود التي قدمتها لهذه المحافظة سوف تبقى بصمات تاريخية لك». وخاطبه وهو ينظر إليه: «أيها الرجل الوفي مع الرئيس والمرؤوس شكراً جزيلاً لك». كما ألقى أمين عام المجلس المحلي في المحافظة كلمة قال فيها: «إن مأرب قطعت شوطاً كبيراً في إطار الخطط التنموية في مختلف المجالات». وشكر عارف الزوكا «لأن ذلك تحقق في عهده». وتمنى جابر الشبواني على المحافظ الجديد «أن يواصل هذا العطاء بما يحرك عجلة التنمية وفي المقام الأول العمل على استئصال الفساد ومحاربته». وأيضاً: «العمل على استقرار الوضع الأمني كعنصر مهم في التنمية وتوافد السياح الأجانب والزائرين إلى المحافظة بشكل عام».
واضح أن عارف الزوكا أحب مأرب. وقد بدا وهو جالس إلى جوار محافظها الجديد في مقدمة القاعة حزيناً ومنكباً على الورق ليكتب في مأرب أفضل العبارات. كانت كلمته طويلة لكنها مؤثرة وهي تخرج من أعماقه. وقد صفق له الحاضرون كثيراً وهو يخطب فيهم من على المنصة وشوهد بعضهم يبكي.
أمضى عارف الزوكا على رأس محافظة مأرب أزيد من عامين، ويتكلم المواطنون عن بعض إنجازاته بامتنان. يقولون إنه «زرزر الطلبة» ومنع الغش في المدارس، ووصل الكهرباء ورمم المجمع الحكومي «وزار مناطق لم يزورها محافظ قبله». وفوق ذلك، يقولون إنه «مدعوم من الرئيس ومكتبه وديوانه مفتوح للجميع». هكذا يتحدث المواطنون عنه. وقال الدكتور عبدالله النجار عميد كلية التربية والآداب والعلوم -مأرب: «لولا جهود عارف الزوكا ما قامت هنا كلية».
في الحفل تحدث عارف الزوكا آخر واحد وطلب الماء أكثر من مرة، وكان يمسح العرق المتصبب من جبهته بمنديل وهو يخطب في القوم كما لو أنه يقول «لعلي لا أراكم بعد يومي هذا». طلب منهم المسامحة والتمس منهم العذر في عدم تلبية رغبتهم لتقديم نفسه كمرشح لهم في هذه المحافظة. وعلَّل ذلك قائلاً: «اعتذرت.. لأنني أريد أن يمارس أهل مأرب خياراتهم في ظل توجيهات فخامة الأخ الرئيس لإنجاح الحكم المحلي». وأضاف: «أنا لم أرد طلبكم ذاك لأنني سئمت من مأرب.. ولكن هذه قناعتي».
وأكد للجميع أنه فخور بمأرب وأنه طوال فترة بقائه فيها عمل وفق قناعات وثوابت: «لم أساوم في يوم من الأيام بقضايا هذه المحافظة». وأضاف: «لقد سهرت الليل من أجل قضاياها وكنت أؤمن أن المسؤولية أمانة في عنقي». ونصحهم بأن ينبذوا الخلاف والمكايدات السياسية «وأن يكونوا صفاً واحداً من أجل النهوض». وإذ شدد على ذلك وعلى الإهتمام الخاص الذي يوليه الرئيس بهم، قال كما لو أنه يوصيهم: «إذا أردتم مأرب أن تزدهر فعليكم بالتعليم.. التعليم.. التعليم.. التعليم.. التعليم»، قالها خمس مرات.
أكمل الزوكا كلمته كآخر المتحدثين، ووقف العميد ناجي بن علي الزايدي لتكريمه وتدافع الناس عليه بشكل مكثف يكرمونه بأكثر من عشرين شهادة ودرعاً. وكانت أكبر شهادة من عميد كلية التربية الذي أمضى طوال كلمة عارف محملاً لها على صدره ومنتظر.
انتهى الحفل وانطلق عارف الزوكا بموكب طويل صوب آل راشد منيف ليسلم على شيخ مشائخ عبيدة محسن بن معيلي إلى بيته.
وفي ديوان المحافظة الطويل كان المقيل، وكان الشعراء من كل القبل ينظمون القصائد في الرئيس وفي عارف الزوكا وناجي الزايدي. كان الديوان ممتلئاً إلى الباب وكانت الأوراق تتقاطر على المحافظين (السابق والحالي) من المواطنين بصورة تعكس كم هو العمل هنا شاق ومتعب. وقد كان على المحافظ السابق أن يقول في الناس نصيحته الأخيرة بصوت مرتفع: «إذا تريدوا أن يتفرغ المحافظ لقضايا التنمية وأن ينجح فلا تشغلوه بقضاياكم الشخصية الصغيرة». قال ذلك لهم وارتاح منه الزايدي قائلاً: «هذه أهم نصيحة».
وغادرت سيارة عارف الزوكا مدينة مأرب في الخامسة عصراً وكان ذلك الفراق صعباً على نفوس أفراد حراسته. وكان بعضهم ينظر إلى بعض والسيارة تتخطى عتبة المجمع الحكومي: «by by يا مأرب». قفلت سيارة الزوكا عائدة صوب صنعاء وتبعتها 6 سيارات حديثه ترافقه. وفي الطريق كان على العائد إلى العاصمة أن يمر على شيخ الجدعان ويودعه. إنه الشيخ ربيش بن كعلان وكان على عارف ومن معه أن ينتظروه حتى يأتي من المزرعه، وحين جاء وقف له الجميع ورحب بهم: «يا حياكم الله يا رجال»، وأخذ يصافح الجميع واحداً واحداً وعندما وصل إلى عارف قال: «مرحبا بالصديق الصدوق الوفي النقي».
ali.dhubaybaybiMail
مارب تكرم عارف الزوكا ب20 شهادة وتودعه ب6 صوالين
2008-05-29