رفع أعلام الجنوب والرايات البرتقالية ووضع براميل التشطير.. الحراك الجنوبي يطفئ شمعته الأولى في سناح
- الضالع - فؤاد مسعد
نظمت جمعية المتقاعدين في الضالع، أمس الأول الاثنين، مهرجانا حاشدا بمناسبة مرور عام على بدء الحراك الذي دشنته الجمعية من مدينة الضالع في الرابع والعشرين من مارس من العام الفائت. وفي المهرجان ألقى عبده المعطري كلمة تحدث فيها عن الحراك الجنوبي الذي مر عام على تدشينه من الضالع وأعلن عن موقع خاص بجمعية المتقاعدين. كما أعلن إنشاء قناة "عدن" التي ستبدأ البث من لندن.
كما قام القيادي المؤتمري علي عبد الله عبس، مدير مكتب مدير عام مديرية الضالع، بإعلان استقالته من المؤتمر الشعبي العام، وانضمامه للحراك الجنوبي، وعبر عن معاناته في المؤتمر رغم أنه كان أحد الشخصيات القيادية في الحزب الحاكم.
ولم يستمر المهرجان طويلا، فقد آثر المشاركون الذين توافدوا إلى ملعب الصمود تنظيم مسيرة جابت شوارع الضالع وهي تردد هتافات الجنوب وترفع أعلام دولة الجنوب قبل الوحدة وكان بعضها بنجمة والبعض الآخر بدون نجمة. كما رفعت اللافتات والأعلام ذات اللون البرتقالي، لتغطي المسيرة التي انتهت بوضع عدة براميل في المكان الذي كانت ترابط فيه براميل التشطير قبل الوحدة. كما قام بعض المشاركين بإحراق إطارات السيارات أمام النصب التذكاري للمكان الذي كان يحدد المنطقة الفاصلة بين الدولتين/ الشطرين إلى ما قبل مايو 1990 موعد تحقيق الوحدة.
جمعية المتقاعدين التي دعت للمهرجان أفادت أنها لم تدع للمسيرة، ووضع البراميل. غير أن المشاركين لم يكونوا بحاجة لضوء أخضر كي يفرغوا طاقة الحماس التي أفرغوها هتافات غاضبة وسيرا على الأقدام استمر ما يقارب عشرين كيلومترا (المسافة التي تفصل بين الضالع وسناح)، وإن كان البيان الصادر عن الفعالية قد أكد أن "قضية الجنوب لم تعد مجرد مطالب بحقوق راهنة، ولكنها أضحت مواجهة من أجل المستقبل ومن أجل حق الأجيال القادمة في وطنها وأرضها وثرواتها واستعادة دولتها على أرض الجنوب باعتبارها الهدف القريب والبعيد".
ومن هنا تعين من وجهة نظر الشاب صالح ناجي الاحتفاء بهذه الدولة الوليدة بالطريقة المناسبة وبرمزية وضع البراميل التي تؤكد جدية القائلين بضرورة الانفصال بعدما صارت الوحدة كابوسا يجثم على صدورنا كما تؤكد تبرم المزاج الشعبي من سوء الأوضاع التي يحياها الجنوبيون في ظل الوحدة التي يصفها صالح بأنها مغدورة وانتهت في حرب 94.
إلى ذلك حمل بيان الفعالية ما أسماه نظام صنعاء مسؤولية إفشال وحدة 22 مايو السلمية، وكل الأضرار الناجمة عن الحرب، وطالبه بإعادة كل ما نهبه وتعويض سكان الجنوب عما لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية. كما طالب البيان الجنوبيين بالالتحاق بقطار الحراك النضالي. وناشد المجتمع الدولي التدخل لوقف ما أسماها جرائم القتل والاعتقالات التعسفية التي يتعرض لها أبناء الجنوب. كما طالب المشاركون العلماء بقول كلمة الحق إزاء ما يعانيه شعب الجنوب من ظلم وقهر وغلاء فاحش وجرع سعرية، وأن يتقوا الله في قول كلمة الحق. وأدان البيان تكرار الإساءة من قبل الصحف الدنمركية للنبي الكريم، واعتبره عدوانا سافرا على الرسول والإسلام يزرع الشر بين الأديان. كما استنكر البيان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات صهيونية داعيا الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم لمواجهة الأخطار المحدقة بهم. وأدان ما تعرض له الشاب عادل مطلق من اعتداء سافر. مؤكدا في الوقت ذاته أهمية الدعوى القضائية ضد فتاوى التكفير التي صدرت بحق أبناء الجنوب من قبل الشيباني.
إلى ذلك اكتفى شلال علي شايع، القيادي في تيار التصالح والتسامح، بالدعوة لإحياء فعالية احتجاجية ضد نهب الأراضي، والتنديد بما يواجهه أبناء الجنوب، دون الإشارة إلى ما يتعلق بوضع البراميل، الذي تتفق هيئات التصالح مع جمعيات المتقاعدين على كونه غير معد له من قبلهم كجهات منظمة، وهذا ما يراه المعطري الذي شدد على أهمية الاحتفال بهذه المناسبة وتقييم الحراك كونه سينتقل إلى مرحلة اهرى من مراحل النضال السلمي الذي اختطته جمعيات المتقاعدين منذ انطلاقها قبل عام.
رفع أعلام الجنوب والرايات البرتقالية ووضع براميل التشطير.. الحراك الجنوبي يطفئ شمعته الأولى في سناح
2008-03-27