مجرد فكرة.. جنديان مقابل أمة! - أحمد الظامري
كل هذا الدمار والدماء التي سالت من لبنان العزيز فقط لحادثة خطف جنديين اسرائيليين من قبل حزب الله اللبناني.. ترى ماذا كان يحدث لو ان حزب الله اسر أو قتل ربع عدد الاسرى اللبنانيين الذين يقبعون حالياً في السجون الاسرائيلية هل تقوم القيامة؟! الغريب حقاً أن بعض الانظمة العربية وضعت ما قام به حزب الله في محاولته استعادة اسراه بأنه مغامرة غير محسوبة العواقب، ترى لماذا لم تقم هذه الانظمة الهشة بمحاولة الافراج عن اسير لبناني واحد مستغلين علاقاتهم الجيدة مع اسرائيل وخضوعهم التام للولايات المتحدة؟!
الثمانية الكبار اجتمعوا في سان بطرسبرج الروسية وطالبوا حزب الله اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين دون قيد أو شرط لاسباب معروفة سلفاً لنا، لكن من غير المفهوم حقاً أن يطالب رئيس السلطة الفلسطينية ايضاً من حزب الله عدم «اقحام» موضوع الاسرى الفلسطينيين في موضوع المفاوضات بين حزب الله واسرائيل لوقف اطلاق النار. وكأن ابو مازن موافق ضمنياً على بقاء الفلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية او على الأقل يتبرأ مما قام به حزب الله وهو بالتأكيد لم تستطع القيام به دول استقطعت من قوت شعوبها لشراء اسلحة اصحابها العطب جراء تكديسها.
كم تساوي حياة المواطن العربي في مقابل حياة المواطن الاسرائيلي؟! يبدو الفارق واضحاً في ردة فعل الحكومة الاسرائيلية في لبنان او في اي بقعة في العالم يتعرض فيها مواطن اسرائيلي للخطر فيما لا يكاد يساوي المواطن العربي شيئاً لانظمتهم والدليل مئات الارواح التي تزهق بشكل يومي في فلسطين والعراق والمهانة التي لحقت بهذه الانظمة في معتقل جونتانامو، السجن الذي تنتهك فيه آدامية المواطن العربي بشكل سافر.
تتحدث الولايات المتحدة ومعها السبعة الكبار عن اطلاق سراح الجنديين فلماذا لا يتحدثون في المقابل عن الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية؟! وفي سياق آخر تشير الولايات المتحدة بأصابع الاتهام لايران وسوريا في المواجهة الحالية بين حزب الله واسرائيل فلماذا لا تشير الولايات المتحدة لترسانة اسلحة وضعتها في يد اسرائيل ادخلت المنطقة في معادلة غير متكافئة؟!
تتحدث مجمل الانظمة العربية مع شعوبها عن ديمقراطيات وحقوق وحريات ومواطنة متساوية والحقيقية ان كل ذلك لا يوازي اطلاقاً اهتمام اسرائيل بحياة جندي أدخل منطقة باكملها في بحر من الدماء، في حين ان موت شعب بأكمله يومياً لا يمكن ان يدفع حتى باتجاه عقد قمة عربية تنتهي كالعادة ببيانات الشجب والاستنكار. وهنا يكمن الفارق.
<<<
يشاع بقوة ان الرئيس اعتمد اسماء المحافظين الجدد والذين سيتم تعيينهم عقب الانتخابات الرئاسية.. احد المحافظين لمحافظة ساحلية مرشح بقوة لمغادرة المحافظة بعد ان ضجر الناس من تصرفاته وعجرفته الممقوتة.
aldameryMail
مجرد فكرة.. جنديان مقابل أمة!
2006-07-19