صنعاء 19C امطار خفيفة

القتيل رقم (46)

2007-11-15
القتيل رقم (46)
القتيل رقم (46)
إب: -  إبراهيم البعداني
كان الضباب يلف جبال ووديان السحول، المنطقة الأكثر خضرة في محافظة إب، حد حجب الرؤية عندما غادر صلاح محمد منزل والده صباح الاحد الماضي قاصداً مزرعة قات كان وزملاؤه إبتاعوها في اليوم السابق.
لم يكن أبداً مستعداً ورفاقه الثلاثة لما سيلحق بهم بعد ساعات قليلة.
هو يعمل بائعاً للقات هو وزميله محمد الحالمي، ومحمد مهدي.
 أثناء عودتهم من مزرعة القات في وادي قظام مسقلين سيارة حبة طربال، تفاجأوا بمجموعة مسلحة تقف في الطريق، ويشيرون لهم بالتوقف.
لم يكن المسلحون في مهمة رسمية والبرلميل الذي نصبوه وسط الخط الإسفلتي خط مدينة الشرق لم يكن سوى كمين بهيئة نقطة تفتيش.
أدرك بائعيو القات بعد أن توقفت عجلات سيارتهم أنهم في ورطة؛ فقد سددت فوهات سبع آليات صوب وجوههم كان الهدف هو القات الذي بحوزتهم. احمد مهدي بائع قات وكان برفقة صلاح والحالمي قال : «حاولنا إعطاءهم مال لكنهم اصروا على أخذ القات». محاولات باءت بالفشل.
وطبقاً لمهدي فإن السائق حاول مراوغة المسلحين وبحركة خفيفة داس على عجلة البنزين منطلقاً بسرعة كبيرة بسيارة القات معتقداً بذلك أنه تمكن من الإفلات من قبضة المسلحين حينها لم يتذكر السائق أن سرعة الاعيرة النارية تفوق سرعة سيارته ب55 ضعفاً.
مئات الاعيرة النارية أطلقها المسلحون صوب السيارة بعضها اخترقت الهيكل الحديدي، وأخرى مؤخرة السيارة (الطربال) وثالثة اخترقت جسم الشاب صلاح 27 عاماً فأردته قتيلاً فيما خاب عيار ناري من تحقيق الهدف فأصاب محمد الحالمي في ذراعه.
نقلت جثة صلاح الى ثلاجة الموتى في مستشفى الثورة إب ونقل الحالمي الى غرفة الانعاش فيما محمد مهدي لم يعد يستطيع التخلص من مشهد الجريمة إذ بات يقض مضجعه. أما المسلحون المحسوبون على بيت الجمَّال اختفوا وقيل انهم يحتمون حالياً لدى احد مشائخ مديرية القفر.
يحتل صلاح بحسب قائمة ضحايا اؤلئك المسلحين الضحية رقم 46، كما أفاد أهالي السحول الذين تجمهور ظهر الاثنين الماضي أمام مبنى إدارة أمن المحافظة مطالبين بسرعة إلقاء القبض على الجناة
وأضافوا الـ«النداء» أن الجناة معروفون منذ 6 سنوات بالتقطع والقتل ونهب ممتلكات المواطنين، وأكدوا ان عشرات البلاغات كانوا قد تقدموا بها إلى الأجهزة الامنية ولكن ما يزال القتل مستمراً، فضلاً عن النهب والتقطع بينما الجناة أيضاً ما يزالون خارج القظبان. يقول محمد قاسم لـ«النداء» إن هذه العصابة تقوم بالسرقة والتهجم علي ممتلكات الناس في وضح النهار أمام مرأى ومسمع الدولة. وكلما تقدمنا بشكوى أو بلاغ ضد عيال الجمال لا نجد ردة فعل حازمة من الدولة.
العقيد أحمد مسعود، نائب مدير أمن إب الذي التقى بالمعتصمين امام إدارة الأمن قال لـ«النداء» إن الامن أرسل بعض الاطقم لملاحقة الجناة، وإن الأمن يتابع القضية ويقوم بمطاردة الجناة.. إلا أنه نفى أن يكون صلاح هو القتيل رقم 47 مؤكداً أن الأمن موجود في تلك المناطق وسيطر على الأوضاع هناك ورغم تأكيد الأهالي له بأن 47 شخصاً ذهبوا ضحية هذه العصابة، عاد ليؤكد لذلك.

إقرأ أيضاً