صنعاء 19C امطار خفيفة

النائب ناصر الخبجي - عضو اللجنة المركزية للاشتراكي.. لم نلمس من المشترك موقف واضح حول القضية الجنوبية

2007-11-01
النائب ناصر الخبجي - عضو اللجنة المركزية للاشتراكي.. لم نلمس من المشترك موقف واضح حول القضية الجنوبية
النائب ناصر الخبجي - عضو اللجنة المركزية للاشتراكي.. لم نلمس من المشترك موقف واضح حول القضية الجنوبية
قال الدكتور ناصر الخبجي عضو مجلس النواب ورئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان ردفان أن مشاركة قادة المشترك في اعتصام يو الاحد الماضي، لم تكن إلا جزءاً من التضامن بشأن حادثة المنصة، ولا تمت للقضية الجنوبية ككل بصلة.
وأضاف الخبجي: «لم نلمس منهم موقفاً واضحاً حيث لم تكن القضية ضمن برنامجهم».
واعترض على العبارة الشهيرة التي يتضمنها برنامج اللقاء المشترك للاصلاح السياسي وهي: «إزالة الآثار السلبية للحرب»، مشيراً الى انها غير صحيحة ومرفوضة، كونها تشي كما لو ان هناك ايجابية من الحرب التي حدثت في 94: «الحرب هي الدمار ولا ايجابية في الحرب».
الخبجي، وهو عضو اللجنة المركزية بالحزب الاشتراكي، تحدث لـ«النداء عن تداعيات حادث المنصة، وبرنامج احتجاجهم القادم، وعن الالتزامات التي يجب على الحكومة ان تفي بها «للمجتمع الدولي عقب 94».
فإلى نص الحديث:
> حوار: فؤاد مسعد ضيف الله - عبد الرقيب الهدياني
> بيان الداخلية اتهم خارجين عن القانون قاموا بمهاجمة عناصر الامن الموجودين في المنصة، ما حقيقة ما جرى من وجهة نظركم؟
- لم يحدث شيئ من ذلك والذي حصل أن الناس جاءوا إلى المنصة بغرض التحضير والإعداد للإحتفال لكن اطقم الامن المركزي والجيش طردوا الناس وأطلقوا عليهم النار، وهو ما أدى إلى قتلى وجرحى... هذا الذي حدث باختصار.
> لوحظ في الايام الأخيرة سير التحقيقات مع الجناة بطريقة جادة: احتجزت النيابة 17 فرداً من الامن والقطاع العسكري، وعقدت جلسات التحقيق، هل أنتم راضون عن سير التحقيقات؟
- نحن غير راضين لان المفترض أن يكون التحقيق مع الجناة في منطقة الحادث وفي محكمة الحبيلين عاصمة ردفان، وليس في عاصمة المحافظة. المكان الاختصاصي حيث وقعت الجريمة اما الخروج عن مكان الحادث فهو جزء من تمييع القضية ونحن نرفضه رفضاً قاطعاً. ولهذا نطالب السلطة المحلية ان تطبق قرارها الذي اتخذته بأن تكون المحاكمة في المكان الاختصاصي في ردفان وليس في لحج وهذه هي مطالبنا ونؤكد أنه في حال عدم الاستجابة ستكون لنا احتجاجات قادمة.
> كيف نفهم أن نقل القضية إلى هو جزء من تمييعها من أي ناحية؟
- من كل النواحي. عملية امتصاص غضب الناس وتمييع القضية يخرجها عن مسارها الحقيقي وبعدين نحن نطالب بشيئ قانوني أصلاً ووفق قرارات السلطة المحلية.
> افهم من كلامك ان الاعتصام المفتوح هنا في المنصة هو نوع من الاحتجاج على نقل التحقيقات من ردفان الى لحج.
- هو كذلك، وسيظل الاعتصام قائماً ومفتوحاً في المنصة والساحة، كجزء من الضغط والاحتجاج حتى يتم تسليم الجناة إلى المكان الاختصاصي ومن يقف وراءهم وأصدر الاوامر باقتحام المنصة. لأنه بصراحة نحن لا ندري هل هؤلاء الذين سلموهم للمحكمة هم فعلاً الجناة الحقيقيون أم أناس أخرون وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة، وعليه فنحن ماضون في الاعتصام حتى تستجب السلطة لمطالبنا.
> حضور قيادة المشترك يوم الاحد إلى المنصة ومخاطبة المعتصمين ودعوتهم لمواصلة المطالبة بحقوقهم، ما دلالة ذلك من وجهة نظركم؟
- هو جزء من التضامن بشأن الحادثة. أما حول القضية الجنوبية ككل، لم نلمس منهم موقفاً واضحاً حيث لم تكن القضية من ضمن برنامجهم ولذلك فإننا نطالب أن تكون جزءاً من البرنامج ونضالهم القادم.
> لكن البرنامج الذي أعلنه اللقاء المشترك وعد الى ازالة آثار الحرب 94.
- (مقاطعاً) أزالة الآثار السلبية للحرب. على اعتبار أن هناك إيجابية من الحرب التي حدثت في 94. وهذا كلام غير صحيح ومرفوض.. الحرب هي دمار ولا إيجابية في الحرب.
> طيب ما الذي فعلتموه كأعضاء مجلس نواب تجاه الأحداث الاخيرة في ردفان؟
- انا بصراحة لم أحضر اجتماعات المجلس منذ ما بعد العيد، لكن القضية طرحت في البرلمان من قبل د عيدروس النقيب، وأعيد طرحها في اليوم الثاني بعد أن جرى تجاهلها في اليوم الاول من قبل رئاسة المجلس. وكانت هناك لجنة مشكلة من أجل قضية مقتل الرعوي في إب. وبعد اضافة أعضاء إليها منهم أنصاف مايو ليضم إلى مهامهم حادثة ردفان. وبصراحة كانت اللجنة قد تفهمت الأمر واتضحت لديها الحقائق واتفقوا في اللجنة مع السلطة المحلية بضرورة تسليم الجناة الى المحاكمة.
> سمعنا عن تواصل الاخ الرئيس معك عقب الحادثة ما حقيقة ذلك؟
- لم يكون هناك تواصل أو لقاء إلا بعد تسليم الجناة، قد يطلب ذلك. لكننا لن نقبل والهم الاساسي عندنا هو الدم الذي سفك ويجب أن يحاسب الجناة، ومن أمرهم.
> في مهرجان ردفان تم إنزال صورة الرئيس السابق للجنوب عبدالفتاح اسماعيل مؤسس الحزب، لماذا؟
- من حيث التوجه لنا كمنظمين للمهرجان لم ترفع أي صور غير صور الشهداء، شهداء النضال السلمي، قد يكون تصرف فردي من قبل واحد من الجمهور. والله يعلم هل هو وفق رؤية صحيحة أم له غرض آخر! ولا أدري كيف روج للحادثة. وكان الأولى لمن روج أن يتحدث عن الجريمة وبشاعتها والتي راح ضحيتها أربعة شهداء وجرحى.
 اما عبدالفتاح اسماعيل فإننا جميعاً في ردفان وكل المحافظات، وبالذات الجنوبية، نعتز به باعتباره مؤسس حزبنا وأحد مناضلي ثورة 14 اكتوبر، والمدافعين عن 26 سبتمبر.
> مهرجان ردفان أيضاً كشف بوضوح تصارع وتدافع لخطابات متناقضة، بينما تراجع خطاب المتقاعدين وسط الزحمة وهم الجهة المنظمة للمهرجان، انت بصفتك رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان كيف تفسر ذلك؟
- اعتقد أن خطاب المتقاعدين ما زال قوياً، الدليل على ذلك المطالبة بحلول شاملة وكاملة وبقرار سياسي يضمن عودة الجميع ومنحهم كافة الحقوق دون استثناء وهو ما يجعل تشكيل اللجان مضيعة للوقت.
> ما الذي يجري في محافظات الجنوب، هل هي مشكلة متقاعدين وشباب عاطلين وقضايا أرض، أم أن الأمر أبعد من ذلك كما يصوره إعلام السلطة والمسؤولين؟
- لسنا ملزمين بالإجابة على إعلام السلطة ومسؤوليها بالاجابة وعن افتراءاتهم هذا شأنهم: دعهم يقولون ما يريدون لأننا قد مللنا من كذبهم... الذي يجري في المحافظات الجنوبية ليس وليد الصدفة لكنه عبارة عن تراكمات من المعاناة والمشاكل منذ 7/7/94، أي بسبب نتائج الحرب الظالمة التدميرية التي استباحت الجنوب أرضاً وإنساناً وحولت الجنوبيين إلى غرباء في وطنهم والممارسات والمنشآت والمؤسسات الاقتصادية والتجارية والصناعية وتقاسمها بين المتنفذين، وطرد وإبعاد وتشريد وتوقيف معظم عمال وموظفي الدولة في الجنوب مدنيين وعسكريين وحرمان ابنائهم من الوظيفة العامة ولالتحاق ب الكليات العسكرية والمؤسسات المدنية، وطمس هوية الجنوب وكل ما يتصل بتاريخه المجيد والانتقاص من دور مناضليه وشهدائه، كل ذلك جعل الجنوبيين يخرجون الى الشارع للاحتجاج سلمياً ومواجهة الذخيرة الحية والقنابل الدخانية والمسيلة للدموع وغطرسة السلطة بروح عالية وصدور عارية وارادة صلبة وإيمان راسخ بعدالة قضيتهم مع كل ما حصل من قمع وقتل للمواطنين الابرياء بدم بارد في الضالع وعدن وحضرموت وردفان. وهذا لن يزيد المواطنين إلا عزيمة واصراراً على مواصلة واستمرار النضال السلمي.
> لكن هناك بوادر لحلحلة مثل هذه الملفات: المتقاعدين، الاراضي فهناك لجان وقرارات غير أن السلطة تتحدث عن افتعال وإثارة المشاكل وأن هناك اجندة موجه ضد الوحدة الوطنية؟
لست ملزماً ايضاً بالرد على ادعاءات لا صحة لها ولا منطق، لكن ما اقوله هو أن معاناة المتقاعدين ما زالت قائمة ومن ثم كان استدعاؤهم بالعودة زادوا من معاناتهم حيث إن معاشاتهم التي كانوا يتسلمونها من البريد الاقرب الى سكنهم أصبحوا اليوم يقطعون المسافات لاستلامها من صنعاء أو من عدن كما حدث ان نقلوا مرتبات الضباط من البريد إلى معسكر صلاح الدين. والمطلوب من الحكومة أن تفي بالتزاماتها للمجتمع الدولي عقب حرب 7/7/94 بعودة الجميع إلى أعمالهم ومناصبهم السابقة وتعويضهم عن ممتلكاتهم التي فقدوها أثناء الحرب. أما بالنسبة لمشاكل الاراضي فهذا الملف من أصعب الملفات وحان الوقت لفتحه، لكن قوى الفساد هي من تقف دون ذلك. الذي حصل بعد الحرب هو تقاسم الارض على الشركاء وكانت الأراضي هي أحد الاهداف الاساسية لقيام الحرب، لكنها اليوم لغم موقوت ولسوف يزول الظلم قريباً بإرادة الجماهير الحية.
> عبرت السلطة عن إنزعاجها من الشعارات والتصريحات وكلمات بعض المتحدثين في الفعاليات، وأنها تخدم أجندة أخرى بعيدة عن القضايا المطلبية، خذ مثلاً ما اعلنه احد المتحدثين في مهرجان ردفان، ما تعليقكم؟
- هذا شيء متوقع من سلطة فاشلة وفاسدة استمرأت النهب والقتل وعدم احترام آدمية مواطنيها.
فهي تهتم بالتصريحات والشعارات وتستنكر ذلك لكنها لا تستنكر جرائمها وقتلها للمواطنين المسالمين والأبرياء، فإذا كان هناك شعارات أو تصريحات إذا افترضنا فهذه ردة فعل من المواطنين بسبب تلك الممارسات والأساليب العنصرية ضد أبناء الجنوب وباعتقادي إن الاخوة في الشمال مظلومون ومتفهمون لما يجري في المحافظات الجنوبية من ظلم واستبداد وإقصاء. وهم يعانون من ذلك.
> يقال أن السلطة تواصلت مع أطراف عديدة لوقف حركة الاحتجاجات وقدمت إغراءات لكثير منهم.
- شراء الذمم وتوزيع الهبات سياسة دأب عليها نظام الحكم من اجل البقاء والمحافظة على كرسي السلطة. وضعفاء النفوس موجودون في كل زمان ومكان، لكنهم قلة قليلة والحراك الجماهيري في الشارع الجنوبي لن تثنيه تلك الاساليب. لأن العجلة قد دارت ولا يمكن أن تتوقف أو تعود إلى الخلف، ورهاننا على الارادة الشعبية صاحبة الايمان بالحق وهذه الارادة لديها من القوة ما يمكنها من صنع التحولات التاريخية.
> لو طلبنا منك أن تنظر إلى الامام لشهور قادمة أو حتى سنوات قليلة، ما الذي ستفضي إليه كل هذ الفعاليات؟ وهل برأيك السلطة قادرة على احتواء كل هذا الاحتقان؟
- والله إذا استمرت السلطة في تجاهل الحراك السياسي في المحافظات الجنوبية، وأقصد هنا «القضية الجنوبية» ومحاولة اختزالها في قضايا مطلبية محدودة لفئة فقط، دون ملامسة جذور المشكلة الحقيقية وغض الطرف عن بعدها السياسي، ستؤول الامور إلى ماهو أبعد واسوأ، قد لا نتوقع ماذا سيكون، لكن على السلطة الاعتراف بالقضية الجنوبية وسرعة الحوار لبحث الحلول الجادة من أجل الحفاظ على الوحدة.
> كلمات أخيرة توجهونها للمشترك، للسلطة، للشعب؟
- نقول للمشترك عليكم أن تكونوا الى جانب القضية الجنوبية وإلى جانب الجماهير. وهنا نخاطب القيادة عليكم مغادرة الأبراج العاجية لأن أداء المشترك وحضوره هو من خلال كوادره وقاعدته، لكن القيادة بعيدة عن ذلك. والتأييد والمباركة «سلام من بعيد» لا يكفي: إن لا ادري هل ذلك ناتج عن خوف من السلطة او عدم القدرة على تحمل المسئولية فما نخشاه أن يفقد شعبيته ومناصريهك إن الرهان على الشعب وعلى الجماهير والالتحام بها ومادمتم بعيدون عنها فإن رهانكم خاسر.
> السلطة.
- عليها الاعتراف بالقضية الجنوبية كونها قضية حقيقية وسرعة إيجاد الحلول والمعالجات أوالحوار.
> الشعب.
- أن يتمسك بحقوقه ويدافع عنها، وأن لا يسكت مهما كلفه ذلك من ثمن فالحرية لا تأتي إلا بثمن والحقوق لا تعطى، بل تنتزع انتزاعاً.

إقرأ أيضاً