باصرة: سأتنازل عن منصبي كوزير.. 33 مليون دولار نفقات الدارسين خارج اليمن
- كوالا لمبور – وليد البكس:
أوضاع الطلبة اليمنيين الدارسين في ماليزيا على ما يرام لم تبد، إذ اندفعت مشاكلهم دفعة واحدة ما فتئت تتوقف هنا في جامعة تناجا (يونتين) حيث التقى وزير التعليم العالي الطلبة
جرت المكاشفة وقال الطرفان كلاما كثيرا لكن الوعود ما خرج به اللقاء.
منذ ساعات المساء الاولى توافد العشرات من الطلبة على صالة الاجتماع بعضهم سلموا ملفات قضاياهم الى الوزير فيما اكتفى البعض الآخر بتوجيه الأسئلة المباشرة وأورد الطلبة سلسلة من المشاكل العالقة بينهم وجامعاتهم من جهة وسفارتهم ووزارتهم من جهة أخرى، أبرزها شحة المنح المالية مقابل الارتفاع الذي تشهده العملة المحلية وتأخر استلام المستحقات وارتفاع الرسوم الجامعية. وجاء غياب التامين الصحي وتسوية رسوم الفيزا والاهتمام بأبحاث الدراسات العليا كمطالب تالية. غير أن مجملها ومطالب أخرى عديدة تشكل مصدر قلق يكبر يوما اثر آخر بحسب بعض الدارسين.
وكان باصرة وعد الطلبة بحلول مناسبة لقضاياهم، غير انه عندما استمع اليها أجاب مستشهدا بـ"اذا أردت أن تتطاع فأمر بالمستطاع".
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في كلمته التي ألقاها أمام عشرات الطلبة ومسؤولي السفارة: إن هذه القضايا وغيرها! ليست غائبة عنا. (بعد أن أورد أرقاماً) ما يقارب 500 طالب وطالبة - حد قوله - بعضهم أسقطت أسماءهم وزارة المالية من الكشوفات، والبعض الآخر لم يستلموا مخصصاتهم المالية من أشهر سابقة وآخرون متعثرون في الدراسة مع ان القانون لا يسمح الا ل25% تأخير.
وكشف باصرة في سياق كلمته عن النفقات المالية للطلبة الدارسين خارج البلد والبالغة سنويا 33 مليون دولار. مضيفا أن الوزارة محتاجة الى 12 ملياراً لمعالجة مشاكل الطلبة. لكنه لم يسمها بالدولار أو الريال.
وحذر الوزير الطلبة من الحزبية والتعصب الحزبي قائلا: من أراد منكم أن يتحزب او يعمل في الجانب السياسي يجب ان يدرس أولا ويترك ذلك الى ان ينهي تخصصه ويعود. "جئتم الى هنا للدراسة". وأضاف محذرا في الوقت ذاته الطلبة من تشويه سمعة الوطن في الصراعات الحزبية والتنقل بين الجامعات: لم نبتعث أي طالب على أسس حزبية او مناطقية.
وإلى زيادة المنح المالية للطلبة، أبدى الوزير استعداده في متابعتها بعد ان صبت مجمل مطالبهم فيها.
وكان أحد طلبة الدكتوراه سرد أرقاماً للمخصصات المالية الشهرية التي يتقاضاها كل من الطلبة السودانيين والسعوديين والليبيين والعمانيين وغيرهم من 800 الى 1000 دولار شهريا للطالب، بينما يحصل الطالب اليمني على 500 دولار شهريا للدراسات العليا و340 دولاراً للبكالوريوس، وهي لاتفي بالغرض بحسب أغلبية الطلبة.
طالب الدكتوراه عبدالرحمن الخرباش في عريضته التي قدمها أورد مقارنة بين الطلاب اليمنيين وغيرهم من الطلاب العرب إذ قال: ان الطالب اليمني يضطر الى ان
يقترض من الطالب السوداني والعماني او السعودي. وأضاف: الطالب اليمني هو الذي يحتال في سرقة الكتب لإجراء الأبحاث دون ان يشير الى أصحابها لأنه لا يستطيع شراءها.
وتحدث قائلا: سأعود الى بلدي وأنا احمل الدكتوراه لكن أبنائي سيعودون أميين، ولا
توجد مدرسة لتعليم أبنائنا -أي التلاميذ الصغار.
وأورد الخرباش قصة طريفة لبناته الثلاث الصغار إحداهن تدرس في المدرسة الليبية والاخرى في المدرسة السعودية وثالثة في شقة صغيرة أنشئت بمجهود شخصي منه وزملائه، ذكر أن كل واحدة تسمي (رئيسها) بحسب المدرسة التي تتعلم فيها و(علم) بلدهن يختلف ايضا بين الاخضر والاحمر.
فيما رد وزير التعليم العالي صالح باصرة بأنه اذا كان الوضع كذلك كما ذكر على المخصصات المالية الشهرية للطلبة "مستعد أن أتنازل عن منصبي كوزير وأعود للدراسة هنا كطالب لتحضير الدكتوراه الثانية او الثالثة".
يذكر أن ماليزيا تحظى بنسبة كبيرة من الطلبة اليمنيين الدارسين فيها، والذين يربو عددهم عن 3000 طالب وطالبة.
باصرة: سأتنازل عن منصبي كوزير.. 33 مليون دولار نفقات الدارسين خارج اليمن
2007-09-13