قصة اختطاف معلن
كسر الأصابع
سامي غالب
يَطوِّر أعداء الديمقراطية تقنيات قمع الصحفيين وترويعهم. وظهيرة الثلاثاء أعلنوا اختراعهم الجديد: تقنية كسر الأصابع. كان على الخيواني، مرة أخرى، أن يُقدِّم إصبعه «السبابة» (!) لتجريب المخترع فداء لليمن وللوحدة الوطنية. لاحظوا أن الاختيار وقع على «السبَّابة»، فالصحفيون في نظر سادة هذا العهد هم «شوية سفهان». لكن الفنيين المكلفين بإنجاز التجربة اختلفوا في اللحظة الأخيرة: هل المقصود كسر أصابع الخيواني أم بترها؟ بعد اتصال من الخبراء في مصنع القمع علموا أن القصد هو كسر «السبَّابة»، وكذلك أنجزوا المهمة، ثم ألقوا بصاحبها في قرية محالين، منطقة خولان، شرق صنعاء.
عند الثانية ظهر الإثنين، وبينما الخيواني ينتظر «تاكسي» بعيد مغادرة مكتب «النداء»، قام ستة مسلحين باختطافه بطريقة احترافية، في واقعة مشهودة، من زملاء صحفيين ومواطنين وأصحاب محلات تجارية (تفاصيل داخل العدد).
عصبوا عينيه، وانهالوا بالضرب عليه، فيما سيارتهم مطموسة الأرقام تمرق دون رقيب في شوارع العاصمة، وإلى وجهة غير معلومة.
أبلغت وزارة الداخلية بالواقعة المروِّعة عقب حدوثها بثوانٍ. ولاحقاً نفى جهاز الأمن السياسي أية صلة له بالحادث.
بعد 3 ساعات كان سكرتير مكتب وزير الداخلية يبلغ نقابة الصحفيين بأن الوزارة لم تتحصل بعد على أية معطيات عن مصير الخيواني، والجهة الخاطفة.
في الخامسة والنصف مساءً، اتصل الخيواني بأحد زملائه يبلغه بصوت مرهق، أنه الآن في «دار سَلم». وقد توجه إلى مستوصف في المنطقة لتلقي إسعاف أولي. وهناك لحق به زملاؤه، لنقله إلى أحد المستشفيات الأهلية، وفق ترتيبات قام بها الزميلان سعيد ثابت وكيل أول نقابة الصحفيين، ومروان دماج الأمين العام.
فور الاتصال الأول للخيواني من «دار سَلم»، بادرت النقابة إلى الاتصال بسكرتارية وزير الداخلية، لإبلاغه بواقعة «ظهور الخيواني». كان الإبلاغ لغرض تطمين الوزير ومسارعة الأجهزة المختصة إلى التحقيق في ملابسات جريمة الاختطاف.
صباح اليوم التالي ضبطت المؤسسة الأمنية في حالة تلبس. إذ صرَّح مصدر أمني مسؤول في العاصمة بأن القصة مفبركة، وأن العملية مسرحية، والضحية ممثل، يريد تضليل العدالة، وتشويه سمعة الأجهزة الأمنية.
لم يتوقف المصدر الأمني عند هذا الحد. فهو وصف حالة الخيواني لحظة اتصاله بزميله، قائلا بأنه بدا متردداً (هل كانت العناصر الأمنية تتابع عن كثب الأعراض الثانوية للشخص الذي أُخضع لتجريب المخترع الجديد لعلماء القمع؟.. ربما!).
يواصل المصدر الأمني سرد روايته الرديئة، فالخيواني الذي بدا متردداً، لم ينتظر «فرق الإسعاف الأمنية»، بل غادر مستوصف «دار سَلم» إلى مستشفى تابع للقاء المشترك (كذلك تشجع الحكومة القطاع الخاص!).
احتفظ السينارست الأمني بعقدة عمله الأدبي إلى الفصل الأخير. في ختام تصريحه كشف أن الخيواني استغل مشاركته في حفل زفاف أحد الزملاء العاملين في «النداء»، في خولان، لاختلاق قصة الاعتداء عليه. وزاد أن حفل الزفاف حضره أيضاً زملاء العريس من صحيفتي «النداء» و«التجمع».
في بلد متحضر فإن رواية المصدر الأمني كفيلة بالإطاحة برؤوس المؤسسة الأمنية فيه. فإلى الكذب والتضليل والخيال المريض، وهي ركائز الرواية الأمنية، فإن المصدر الأمني دفع بالأجهزة الأمنية إلى قفص الاتهام. وإلا لماذا يجهد «مصدر أمني مسؤول»، من أجل إنكار واقعة خطف مشهودة في قلب العاصمة؟ (أم تراه غيوراً على سمعة الوطن!؟).
Hide Mail
***
وضعت نفسها في موضع المتستر على الخاطفين
الخيواني يتهم الداخلية بعرقلة التحقيقات
بشير السيد
اعتبر الزميل عبدالكريم الخيواني قيام مسؤول أمني في الداخلية بتكذيب حادثة اختطافه وتعذيبه مؤشراً خطيراً على تحول في وظيفة الأجهزة الأمنية التي يفترض أن تقوم بتوفير الأمن وحماية المواطنين.
وقال لـ«النداء» إن وزارة الداخلية لم تعط التحقيقات في حادثة اختطافه مجالاً لبلوغ النتائج وأعلنت عدم تعاطيها مع الحادثة بإطلاق تكذيبها. وأضاف: «إنها بهذه التصرفات تكشف عن عجزها في تحمل مسؤوليتها وعدم احترامها القانون»، معتبراً تصريح المصدر الأمني المسؤول صباح أمس موجباً لوضع وزارة الداخلية في موضع المتستر على الجناة، إن لم تكن متواطئة معهم.
وذكَّر بأن التكذيب «هو نفس التكذيب الذي صدر من مسؤول أمني عقب حادثة اختطاف الزميل جمال عامر، عام 2005». وزاد: «لكن هذا لا يلغي واقعة الاختطاف ومسؤولية الداخلية في الكشف عن الجناة».
وشدَّد: «أنا لم أسئ للأمن، كما ورد في خبر التكذيب، وإنما قلت بأني تعرفت على أحد الخاطفين، وهو كان من بين ضباط الأمن الذين هجموا على بيتي في يونيو (الماضي) واعتقالي من غرفة نومي، واقتيادي بملابسي الداخلية إلى النيابة الجزائية». واستغرب عدم إشارة المسؤول الأمني إلى بلاغ نقابة الصحفيين لوزير الداخلية عقب حادثة الاختطاف التي تمت أمام مرأى زملاء صحفيين وعدد من المواطنين. واتهم المصدر بالتضليل إذ «تجاهل أقوالي في محاضر تحقيقات مندوبي البحث الجنائي التي أدليت بها في المستشفى الأهلي ومحضر إثبات الإعتداء الذي لحق بي وآثاره الواضحة في جسمي والمثبتة في المحضر الذي وقّع عليه مندوب البحث أمام العديد من قيادات نقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني».
الخيواني طالب مسؤولي الداخلية بالقيام بواجبهم الوطني، ومسؤوليتهم الدستورية، والتحقيق في الجريمة بطريقة مهنية تؤدي إلى الكشف عن الفاعلين. محملاً الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن حياته وأفراد أسرته.
وأفاد الخيواني بأنه سيعقد مؤتمراً صحفياً صباح اليوم الاربعاء في مقر نقابة الصحفيين اليمنيين بصنعاء؛ تأكيداً على حقه في دحض أكاذيب المصدر الأمني والكشف عن الحقيقة التي أراد طمسها.
وإذ لفت إلى أن لا خصومة لديه مع الآخرين، أكد أنه يتعرض لمضايقات وتهديدات وعسف مستمر منذ مدة طويلة، وتساءل عن سبب تجاهل وزارة الداخلية الشهادة التي أدلى بها محمد غزوان (السجين السابق وأحد معارف الخيواني) لأعضاء من البرلمان والتي نشرت في عدد من الصحف والتي تكشف ضغوط مارسها عليه ضباط أمنيين لتقديم شهادة ضد الخيواني مقابل وعود مغرية.
وكانت صحيفة «الثورة» نسبت لمصدر أمني مسؤول في عدد أمس الثلاثاء قوله إن حادثة الإختطاف أشبه بمسرحية رُتب لها مسبقاً بهدف الإساءة للأجهزة الأمنية، كما وجه نقداً لأحزاب المشترك لإصدار بيان تضامن مع الخيواني، وقال عنها إنها اثبتت من خلال انجرارها وراء الخزعبلات بأنها أحزاب تتصرف بعيداً عن المسؤولية. وبأن الخيواني لا يمثل أي رقم يذكر حتى يتم الاعتداء عليه أو اختطافه. وربط المسؤول الأمني أن الخيواني والمشترك أرادو باختراع هذه الحادثة القصد منها التأثير على سير القضية المنظورة أمام القضاء التي يرد اسم الخيواني فيها ضمن المتهمين في خلية صنعاء الثالثة.
إلى ذالك أدانت لجنة حماية الصحفيين الدولية عمليةالاختطاف والضرب الوحشي الذي تعرض له الصحفي اليمني عبدالكريم الخيواني من قبل جماعة مسلحة في صنعاء اليوم الاثنين، وقالت إن شكوكا تحوم حول ارتباط العصابة المسلحة بقوات الامن الحكومية اليمنية، طبقا لصحفيين محليين تحدثوا للجنة.
و قال جويل سيمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، إن "هذا الاعتداء الشنيع ضد عبدالكريم الخيواني يمثل تهديدا خطيراً لمناخ حرية الصحافة الهزيلة اصلاً في اليمن"..
وأضاف: يتوجب على السلطات اليمنية ان تحقق في هذا الهجوم الوحشي وتقدم المسؤولين عنه الى العدالة، أن فشل السلطات في ذلك يشير إلى أن الحكومة اليمنية راضية عن الاعتداءات العنيفة التي طالت الصحفيين.
وقال البيان إن الخيواني عانى بسبب انتقاداته لتوريث الحكم، ومحاباة الاقارب في الوظائف من قبل الحكومة، بالاضافة إلى انتقاده للمعركة بين الحكومة والمتمردين في صعدة.
وإذ أشار إلى أن لجنة حماية الصحفيين رصدت منذ عام 2005، ستة اعتداءات على الأقل ضد صحفيين يمنيين، يرجح أن دوافعها كانت سياسية،أضاف: وعدا حالة واحدة لم تتمكن الاجهزة الامنية من ضبط الجناة.
وأدان اللقاء المشترك ما وصفة بـ"الأساليب البلطجية للسلطة" وطالب بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة فورا وبلا مماطلة ولاتسويف كما جرى في الاعتداءات السابقه التي تعرض لها الصحفيون.والكشف عن مرتكبيها ومعاقبتهم.
واستنكر منتدى الشقائق الجريمة، واعتبرها استكمالاً لمسلسل الترهيب المنظم الذي يتعرض له الصحفي والناشط عبد الكريم الخيواني وناشد القيادة السياسية والأجهزة الأمنية بالتحرك العاجل لمتابعة هذا الموضوع والكشف عن الجهة القائمة بالاختطاف وتقديمها للعدالة.
وأدانت نقابة الصحفيين جريمة الاختطاف والتعذيب الذي استهدفت الزميل عبدالكريم الخيواني ظهر أمس الاثنين, ورأت في هذه الجريمة الخطيرة تكراراً لجرائم سابقة ارتكبتها جهات وجماعات معادية للصحافة وللقيم الديمقراطية في اليمن.
ولاحظت أن الأسلوب الذي اتبع في الاعتداء على الزميل عبدالكريم الخيواني يشابه ذلك الذي تم مع الزميلين جمال عامر وقائد الطيري في الفترة الماضية؛ ما يؤكد بأن تقصير الحكومة والمسئولين المختصين في معاقبة الجناة يؤدي إلى حدوث اعتداءات مماثلة تضر بأمن المواطنين، وتقوض مصداقية الأجهزة الأمنية، وتضر بسجل الحكومة اليمنية في مجال حقوق الإنسان.
وعبَّرت عن استغرابها من التصريح المنسوب لمصدر أمني مسؤول ونشرته وسائل إعلام صباح اليوم.
وقالت: إن مسارعة الجهات الأمنية إلى نفي حدوث جريمة وقعت في قلب العاصمة، وعلى مرأى من صحفيين ومواطنين كانوا قريبين من مكان وقوعها، ليس من شأنه إلاّ إظهار الجهات الأمنية باعتبارها متواطئة في الجريمة.
وإذ أسفت لنشر مثل هذه التصريحات غير المسؤولة والتي تستنزف ما تبقى من رصيد ثقة لهذه الأجهزة, ناشدت رئيس الجمهورية بإعمال صلاحياته والعمل على وضع حد للإعتداءات الممنهجة التي تستهدف الصحفيين والكتاب وعقاب الأشخاص المتورطين في هذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عن الأمن على تقصيرهم او تواطئهم مع المعتدين.
وأعلن المعتصمون في ساحة الحرية، أمس، تضامنهم الكبير مع الخيواني وطالبوا بسرعة التحقيق مع المتورطين باختطافه، واعتبروا الجريمة إرهاب دولة موجهاً ضد الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان.
basheralsaeedMail
***
القرصنة رقم 3
محمد العلائي
في كل مرة يعود عبدالكريم الخيواني من معاركه مكللاً بالنصر.. إنها من نوع المعارك التي يجد المرء نفسه مقحماً في خضمها دون أن يختار. سيتعين على المرء، والحال هكذا، أن يقاوم هوانه الشخصي، دون هوادة. فالمؤكد، هو أن انتصار الضعيف يكمن في تفوقه الأخلاقي، وفي كونه يحتفظ برباطة جأشه الى آخر رمق.
نهار الاثنين الفائت، كان الموت المحقق، قاب قوسين أو أدنى من الزميل الخيواني، بيد أنه كالمعتاد رجع ظافراً، على الرغم من كل الأذى الذي لحق به.
كانت الساعة ،1:50 حين غادر مقر صحيفة «النداء». وقتذاك كان في صحبته الزميلان سامي غالب ونبيل سبيع. هبطوا معاً سلالم العمارة. وتجاوزوا معاً مدخلها. وبمحاذاة الشارع توقف ثلاثتهم هنيهة، ثم ما لبث سامي ونبيل أن ودعا الخيواني، وبد يسيران ببطء. في حين توقف الأخير على الناصية كي يوقف «تاكسي» يقله إلى منزله، حيث تنتظره زوجته وأطفاله على الغداء.
في تلك اللحظة، وإذ كان الخيواني يتأهب للإنطلاق، لمح فجأة السجين الشهير الذي نفضت عنه «النداء» وعثاء 17 عاماً من السجن: عبده شوعي. وكلا الاثنين - الخيواني وشوعي، لمن لا يعلم- رفيقا السجن المركزي، ويعرفان بعضهما جيداً. الأول هو ذاك الصحفي العنيد الذي لا يكاد يخرج من السجن إلا ليعود إليه. والثاني تهامي مغمور، من صنف الاشخاص الذين لا يأبه لهم، عدا الخيواني وأمثاله، أحد.
اذاً، وبسجيته المعهودة، صرخ محتفياً: عبده شوعي.. كانت الساعة 1:53 عندما تقدم لمصافحة شوعي: ذراعاه كانا مفرودين، ووجهه بشوشاً. ساعتها همهم رجل على مقربة منهما بما يمكن عدَّها إشارة الهجوم: «انزلوا سلموا عليه»، طبقاً لرواية عبده شوعي.
بدا الخيواني كما لو كان يبذل جل الجهد كي يصل الى التهامي، الذي لا يأبه له أحد، بأقل قدر من الخطوات. ذلك أنه أخذ يقدم بخطوات واسعة وذراعاه مفرودان، بتلقائية غير مُدَّعاة،الا أن خطوات «القراصنة» كانت أكثر اتساعاً وأذرعهم مشدودة كالأوتاد.
على أي حال، لم يتسن للخيواني احتضان شوعي. ففي طرفة عين، وعلى مرأي الناس، ترجل أشخاص مقنعون من سيارة لاندكروزر، تحمل لوحة خصوصي، وأرقامها مطموسة بسواد، كانوا يرتدون الزي الشعبي، لكن المسدسات تظهر للعيان وهي معلقة على أحزمتهم.
وحسب رواية شوعي، فإن المسلحين انتزعوا الخيواني بفظاظة وبعد لحظة ذهول وجيزة انتابت الرجل، لاحت العصابة وهيْ تقذف به الى مؤخرة السيارة، بطريقة «مافوية» متقنة.
لم يكن سامي غالب ونبيل سبيع، قد ابتعدا سوى 20 متراً تقريباً عن المكان. فحينما نادى باسم عبده شوعي، سمعا صوته. وحين هجمت المجموعة على الخيواني سمعا جلبة وما يشبه الاستغاثة. التقط سامي صوت الخيواني يناديه. وتلفتا فرأياه يُلقى برعونة إلى «الصالون».
منذ الصباح الباكر، كان الرجل قد أمضى يوماً حافلاً. فبعدما أنهى لقاء جمعه ببعثة من الاتحاد الاوروبي، توجه للتوه، لزيارة الاستاذ احمد جابر عفيف في بيته، ثم عرج على «النداء» بعدئذ.
لدى وصوله مقر الصحيفة، ظل مبتهجاً أكثر من أي وقت آخر. لأنه التقى برفيق سجن آخر أفرج عنه قبل 24 ساعة: سام أبو أصبع.
يقول شهود العيان إن قرابة 6 أشخاص على متن السيارة التي تربصت بالخيواني، كانوا ينتظرونه منذ دخل الى مكتب «النداء».
ووفق روايته، فإنهم فور أن تحركت السيارة، طرحوه تحت أقدامهم معصوب العينين، وبدأوا، بوقاحة، في تسديد الرفسات واللكمات والشتائم. قالوا له: نريد أن نذيقك أخلاق ما قبل الدوله.
الاسبوع قبل الفائت نشرت «النداء» للخيواني مقالاً مطولاً، هو عبارة عن نقل لبضع مشاهدات من داخل السجن المركزي، (الذي قضى فيه نحو شهر في يوليو الفائت) بعنوان: «ما قبل الدولة، وطن خلف القضبان».
يعرف الخيواني، بالتأكيد، كيف يسيطر على نفسه، في الأوقات الحرجة. فعلاوة على صنوف التنكيل التي وجد نفسه يرزح تحت وطأتها، كان يجهل أين سينتهي به المطاف، ومع ذلك لم يتضعضع.
أمروه بلهجة متعالية أن يتعلم كيف يحب «الثورة». ينبغي لأي أحد أن يكون بربرياً كفاية، كي يحب الثورة جيداً، أن يكون فظ القلب، يستطيع أن يقصقص أعضاء البشر بشكيمة عالية.
على الدوام، لا يكف الحكم عن الاعتقاد بأن مقابلة الاجانب ليست أكثر من دسائس ومؤمرات، ودولارات أيضاً، لذا فقد راح الخاطفون يتحسسون جيوب الخيواني لعلهم يظفرون برزمة من «اليورو» الأوروبي.
كان في حوزته ساعتذاك 1500 ريال يمني. الأمر الذي أصابهم بخيبة أمل. تلفظ أحدهم بسؤال لا ينقصه الغباء: أي حين صرفت؟. قهقه الخيواني بصوت عالٍ، ومتهكم، ساعة كان يروي لنا هذا المشهد.
لم يكن يعرف الى أين ستنتهي به الطريق. وظل يتلقى الضربه تلو الأخرى. لقد كانوا يجرعونه «أخلاق ما قبل الدولة».
ولئن أصابوا أضلاعه بكدمات بالغة، فقد عمدوا أيضاً الى تهشيم نظارته على جفنيه حتى أدميا.
نصف ساعة، هي المسافة الزمنية التي تفصل أمانة العاصمة عن منطقة خولان، لكن «القراصنة» استغرقوا 3 اضعاف المدة. إنه زمن بالغ الصعوبة.
قبيل وصولهم مكان اسمه «محالين»، كانوا قد استوفوا فقرات المهمة بأكثر مما يجب من النذالة، عدا فقرة واحدة ظلت موضع خلاف: «بتر إصبع من يده اليسرى»، كمرحلة أولى، على أن يستكملوا تقطيع بقية الاعضاء متى ما عاود الكتابة مجدداً عن «أخلاق ما قبل الدولة».
لا بد أن أحدهم كان أكثر تلهفاً لفصل أصبع الخيواني عن جسده، إذ إنه شرع في القطع بـ«كلبتين» حادة، غير أن رفقائه نهروه، وأخذوا على يده. «ليست الأوامر هكذا» قالوا له. كان متشوقاً ولا يلوي على شيئ. ولما طفح كيلهم أومأوا له: «انتظر حتى نتصل».
أجروا مكالمة مقتضبة مع آمرهم، فجاء قراره قاطعاً - وليس باتراً- : قال(...) لا تقطعوش اصبعه، ما نشتيش حاجة ظاهرة.
نزل القرار كالصاعقة على «المتشوق للبتر». فتذمر وثار غيظة. قبل أن يشفي غليله كاسراً الأصبع الناجية من البتر.
الى هنا، باتت المهمة شبه منتهية، ولم يتبق الا البحث عن أنسب الأماكن ملائمة لإلقائه فيه.
بدوا خبثاء في اختيار مكان الانزال: بقعة قافرة، مأهولة بالسكون.
المشهد الأخير: «جثم أحدهم بخشونة على صدر الخيواني وأخذ يقول له: اقسم لنا أنك ما عد تكتب على أسيادك»، لكن الخيواني لزم الصمت. في تلك الأثناء، أطلق واحد منهم جملة متوعدة، لكأنها عصارة «القرضة رقم (3)» : «هذا آخر إنذار لك، قسماً بالله لو زد تكتب مرة ثانية لا نقتلك أنت وأطفالك وزوجتك».
قبل أن ينصرفوا، أنزلوه الى الأرض، وهو ما يزال معصوب العينين بشماغ بنَّي اللون، تجشموا عناء شرائه خصيصاً لغرض دنيئ (الشماغ موجود الآن، وهو الشاهد الوحيد على تلك البشاعة).
بالطبع، كان لا يدرك في أي أرض هو الآن، حين فك الرباط عن عينيه. لا ريب، إنها لعبة «غميضة» باهظة الكلفة.
عندما كنا، نحن في «النداء»، نتشاطر الحيرة والتكهنات، عصر ذلك اليوم، كان قد انقضى على اختفاء الخيواني، من الوقت 3 ساعات، شديدة الوطأة.
في الساعة ال5:30 قبيل الغروب، رن هاتف الزميل سامي غالب. تناهى الى سمعه صوت متهدج. أصغينا بشدة، إلا أن سامي نهض من مجلسه، واستكمل الرد على المكالمة في الرواق، ونحن لا نكف عن التلصص. وحين تيقنا أنه الخيواني انفرجت أساريرنا.
كادت الفرحة تكتمل، لولا أن سامي قال هامساً إن الزميل تلقى ضرباً مُبرحاً.
استقلينا، بشير السيد وعلي الضبيبي وأنا، سيارة، وانطلقنا صوب «دار سلم»، حيث كان الخيواني يتلقى علاجاً إسعافياً في مستوصف طبي هناك.
الساعة ال6:00 كنا، ثلاثتنا، في حضرة الرجل. كان يتأوه تارة، ويئن تارة أخرى، لدى معانقتنا له، لكنه على الرغم من كل ذلك، كان لا يسعه الا أن يتبسم. بدأ يروي لنا التفاصيل. وضحك من أعماق قلبه عندما تذكر أنهم كانوا يتوقعون العثور على «دولارات» في جيوبه.إنها القرصنة رقم (3)، قرصنة ما قبل التصفية ربما. ففي 2004 اقتحموا مقر «الشورى»، واعتقلوه بطريقة لا تنم عن أخلاق «دولة القانون». وقبل شهرين هجموا عليه في غرفة نومه بطريقة لا تقل بشاعة. وهذه المرة كان الشارع مسرحاً مفتوحاً لباتري أصابع الصحفيين.
alalaiyMail
***
الخيواني مسروقاً
غمدان اليوسفي
عاد الخيواني ب "سماطة" بنية اللون وأشياء بنية أخرى (كدمات، جروح، خدوش).
ال "سماطة" أخفت سوأة المجرمين عن عيون الخيواني –وهي تابعة لأحدهم- عُصبت بها عيناه من شارع الزبيري أمام "النداء" ولم تفك إلا بعد أن ترك بجوار صخرة أوهمه الخاطفون أنها على حافة هاوية ليظل متشبثا بها حتى لايرفع يديه لفكها ويراهم أثناء هروبهم.
كالعادة نهب الخاطفون هاتف الخيواني الجوال ماركة "سامسونج"، وهو رابع تلفون ينهب منذ بدأت حملة الاعتقالات المتكررة له قبل أن تختطف صحيفته.
بدأ أحدهم بتفتيشه متسائلا: "أين الدولارات". لكنه -لسوء حظه- لم يجد الدولارات الموهوم بها، بل كانت 1500 ريال -يمني طبعا- كان الخيواني يكتنزها لغداء ذاك اليوم، فانكسف الرجل وتساءل مجددا: "قد صرفتها؟".
هذه المرة كان هذا المبلغ والهاتف هو كل ماعاد به المختطفون اللصوص المتنكرون، لكن مسروقات أخرى بحوزة لصوص وضح النهار: 3 هواتف نقالة, اثنان منها ماركة "نوكيا" والثالث "بينك يمن موبايلـ"، وجهاز كمبيوتر محمول كان لايزال جديدا حين اختطف معه من قبل الأمن القومي, إضافة إلى كاميرا "سوني ديجتالـ".
حكاية مضحكة حدثت للخيواني مع الكاميرا في المحكمة الجزائية حين وجه رئيس النيابة سعيد العاقل أحدهم بأن يعيد الكاميرا للخيواني، فسأل الرجل "الكاميرا الحمراء اللي في غلاف أسود". أجابه الخيواني: نعم، فرد الرجل: "مش معانا".
أصبح أمر اعتقال الخيواني كما يقولون "حج وبيع مسابح" فمن أتى لاختطافه أخذ أي شيء بحوزة الخيواني كما تم حين تهجم رجال الأمن القومي على منزله وأخذت مجموعة من الأشياء على أنها مضبوطات وضبط مع الأوراق مبلغ 20 ألف ريال لم تعرض كمضبوطات أمام المحكمة، ولم يتم تحريزها بعد.
ظل الخيواني يطالب سعيد العاقل بالإفراج عن لواصق طبية تساعد على الامتناع عن التدخين لكن العاقل قال إنها من "الاستدلالات". لكن الخيواني ربما أفصح لهم عن فائدة تلك اللواصق ليتم الاستفادة منها "بشكل صحيح".
الأمر نفسه تم مع دفتر القصائد الذي تم تحريزه ضمن "الاستدلالات. ربما ينتابكم شعور بالخزي مثلي مما يحصل، لكن لاتنسوا أن هؤلاء من يديرون شؤون بلدكم.
من ضمن ما أخذه المختطفون اللصوص مجموعة من الكتب التي كان الخيواني قد حصل عليها من رئيس مؤسسة العفيف الثقافية أحمد جابر عفيف الذي زاره صباح ذلك اليوم في مقر المؤسسة.
الكتب هي مجلة "حوليات العفيف", ومجموعة من إصدارات مركز دراسات المستقبل، وهذا شيء يبعث على الطمأنينة بأن الخاطفين اللصوص هم من شريحة القراء غير أن القلق من أن يكونوا غير ذلك؛ فكل شيء سيعود لكن العفيف يمنح كتبه فقط لمن يقرأون وليس لمن يختطفون.
بقي شيئان لايحتاجهما أحد سوى الجهات الرسمية، وهي "جواز السفر" و"البطاقة الشخصية"، لم يعلم الخيواني لماذا تم نهبها بالرغم من أنهم لن يستفيدوا منها؛ فهي ليست ثمينة كجواز "صدام" مثلا بعد أن تم بيعه في دولة خليجية بمبلغ كبير.
بقي تحذير لزملاء المهنة بأن يتركوا كل ماتزيد قيمته على 1500 ريال في منازلهم أو في مكاتبهم لئلا يكونوا عرضة لما تعرضت له أشياء الخيواني، وإلا فسيندمون، مع أن المنازل تنهب بحجة "المضبوطات" والمكاتب تسرق كما حدث لمكتب هذه الصحيفة ومكتب "أسشيوتيد برس". المهم ابحثوا لكم عن مكان أكثر "أمناً".
[email protected]
***
الخيواني سائحاً
محمد الغباري
كان بمقدور المصدر الامني السكوت كالعادة إزاء حادثة اختطاف الزميل عبدالكريم الخيواني وتعذيبه والتنكيل به، لا لأن وزارة الداخلية ليس لها علاقة بهذه الجريمة، لكن لأنها مسؤولة عن حماية المواطنين ولا ينبغي لها ان تقول إن شخصاً ما عذب نفسه حتى يتهم السلطات بالوقوف وراء الحادث طمعاً في الشهرة!!
أستطيع التأكيد بأن التنكيل شبه المتواصل الذي يتعرض له الخيواني قد جعله على استعداد للتنازل عن هذه المكرمة لأي زميل آخر حتى وإن كان من أعضاء المؤتمر الشعبي، الذين يتحفونا باجتهاداتهم واستبسالهم في الدفاع عن كل اخطاء السلطة وخطاياها.
لو لم أكن أحد الذين التقوا الخيواني أثناء عودته من رحلة سياحة «الاستجمام» في خولان، ولو لم يتم اختطافه على مرأى من زملائه امام مكتب هذه الصحيفة لكنت قد وقعت في خطيئة تصديق التصريح الأمني، مع أن بشاعة ما لحق بالزميل من ضرب في أنحاء متفرقة من جسده، ومحاولة تكسير أصابعه المنتفخة حتى اليوم؛ تعكس حجم الحقد والكراهية التي عبئ بها منفذو العملية.
المسألة لا تنتهي عند هذا؛ فما حدث للزميل جمال عامر يؤكد على وحدة الجهة والأداة التي نفذت مثل هذه الجريمة، ورغم إبلاغ السلطات برقم لوحة السيارة التي استقلها منفذو جريمة خطفه وضربه وتهديده وإسماعه نفس العبارات، الا أن الأجهزة لم تتخذ أي اجراء والجناة ما زالوا طلقاء حتى اللحظة.
أيضاً حادثة اختطاف الزميل قايد الطيري وضربه لم يتخذ فيها أي إجراء، مع أن الشرطة أبلغت برقم لوحة السيارة التي أخذته الى إحدى ضواحي العاصمة حيث ضرب ورمي معصوب العينين.
يظن البعض أن بإمكان مثل هذه الأفعال إرعاب الصحافيين وإسكات المعارضين لسياسة الحكم، مع أن تجارب مماثلة عرفتها أنظمة القمع سواءُ، في العراق أم في سوريا أم في المغرب وشكلت هذه الافعال شرارة لغضب شعبي، وعاراً لم تتمكن تلك الأنظمة من مسحه، وفي بعض الحالات انهار النظام دون ان تستطيع أدوات القمع حمايته.
حين كان الفساد يتوغل داخل نظام حكم الشاه في إيران، كان بعض المخلصين في القصر ينقلون للرجل ما تنشره الصحافة وتحذيراتها من مخاطر استمرار الوضع، إلا أن الشاه كان يردد دائماً «إن الصحافة كالعاهرة إذا لم تدفع لها شتمتك». لكنه أفاق على صدور الايرانيين عارية تواجه مدافع الدبابات.
malghobariMail
***
والجنون ليس هكذا!!
منصور هائل
... وإذا ما اعترفنا باستنفادنا لكافة سبل وحيل ومحاولات كفكفت ذهولنا إزاء ما يحدث، فهل سيرضى الفاعلون بهذا الإقرار، الذي يفيد بفشلنا عن مجاراتهم، ويشهد بأنهم الأبرع والأشطر وأن الشيطان ذاته سيهرب من طريقهم لأنه أعقل من أن يغامر بسمعته، ويهدر رصيده التاريخي في التباري معهم!؟
وإذا ما اعترفنا بأن الإنهاك استفحلنا، ولم يعد بمقدورنا الإجهاش بأتفه وسواس أو هاجس أو حتى غمزة ضوء واهنة، كما لم يعد يهمنا أي شيء غير الحفاظ على هيئة شبحية محكومة بإقامة مترنحة على الخيط الرفيع الفاصل بين الإنهاك والهلاك، فهل سيقنعهم ذلك!؟
أعتقد أن أخلاق الفروسية لا تسمح باختطاف أشباح، ولا تنزل إلى مستوى الدوس على شبح! وأعتقد أن رغبات صناع ما نشهد من «أحداث» مجلجلة سوف تشبع عندما تسمع هكذا اعترافات تقطع برسوخنا في الانتكاس على دواخلنا.
ولسوف نذهب إلى أبعد مما يمكن ان يخطر على بال، وليس ثمة ما يمنعنا من الاعلان أننا سنكف عن مزاولة الصحافة، وسنوفر على النافذين عبء تبرير هذا الاعلان أمام العالم الخارجي بالقول إن البلاد لم تتأهل بعد لإنتاج المادة الرئيسية التي يمكن أن تشتغل عليها الصحافة، وتحرك ماكنتها، وتغذيها بالطاقة المتجددة.
وبهذا المنحى سنتذرع بانتماء الأخبار المتداولة في السوق اليمنية إلى عالم ما قبل الصناعة والسياسة، ولن نتورط في التلاغط مع نافذين لا يعقلون، وحاشا لله أن نتهمهم بالجنون لأن الجنون فنون، وله إيقاعاته وتنويعاته الرومانسية وفلتاته العبقرية، ولأن «هؤلاء » من ذلك الصنف الخفيف -كزئبق أحمر- الذي يرفض ان يرزح تحت أثقال العقل وتعقيدات التفكير في البعيد. ولك أن تقول إنه ابن يومه، يلتهم ما يراه قدَّامه بضرب من البراجماتية الخلاقة، أو من المسايرة لتقليص الفوضى الخلاقة. وإن كان الإنصاف يلزمنا الإقرار بأن اليمن كانت السباقة في اعتماد نظام الفوضى الخلاقة وغير الخلاقة.. الفوضى بكافة الاشكال وبالمستوى الذي يعصف بحقل الاحتمالات، ويشل قدرته على إنتاج أي احتمال بشأن ما سيكون عليه الحال في اليمن بعد ساعة وليس في المساء، اما التكهن بما ستكون عليها الاحوال في اليوم التالي فهو يندرج في باب الخوارق والمعجزات؛ فمن يضمن أن تكون يمن اليوم هي يمن بكرة أو حتى أن تكون هنالك حاجة اسمها يمن بعد بكرة.
... وحتى لا نخرج من الموضوع؛ سنقترح على كافة الفرقاء أن يتوافقوا على نقطة الكف عن الصحافة وخاصة عن الأخبار، وما يعنيه ذلك من التزام وإلزام الجميع بمنع تداولها واشاعتها حفظاً «للسلام الاجتماعي» و «المصالح الوطنية العليا».. و«الوحدة».. الخ.
وإذا شئتم الحق فإن هذه السخافة - الصحافة كما يقال- مجلبة للضرر، ويتوجب ضبطها بمسطرة «الثوابت» التي تحظر منع تداول ونشر أخبار الاختطاف والتفجيرات والثأر والتطرف والارهاب و«الحوثيين»، والمتقاعدين، وغير ذلك من الأخبار التي تسيء لسمعة اليمن في المحافل الدولية وتحرمها من المنح والمساعدات.
وإذا ما علمنا بأن القيادة قد شكلت لجنة واسعة، جامعة، مانعة، قاطعة لمعالجة مختلف القضايا الملتهبة والحساسة والمزمنة والراهنة، فإن ذلك يعني بأن الامور محسومة، وليس ثمة ما يستدعي وجود صحافة أو حتى حكومة.
.. واخيراً، وفي ضوء اعترافاتنا الآنفة وهي مترادفة بحزمة التزامات وغير مشفوعة بأي طلب- كطلب تشكيل لجنة خاصة بالخيواني- ترى هل بمقدور النافذين الصناع للأحداث التي نشهد، أن يركنوا إلى الهدوء ويقبلوا بالهدنة ويعبروا عن حسن نيتهم بالكف -مثلاً وليس حصراً- عن ملاحقة الزميل عبدالكريم الخيواني لأن المهام الماثلة أمام مراجع الحكم تدعوهم الى الاقلاع عن عادة التواضع هذه التي لا تمنعهم من وضع رؤوسهم في مقابل رأس الخيواني، وبهذا الصدد لن يعتب عليهم أحد، وما عليهم إلا يشمروا عن سواعدهم لمواجهة الأمور الجسيمة!
أعتقد أن قلب السلطة ليس من حجر، ومن الوارد أن تشملنا برداء رحمتها، وتتوقف عن تصعيد موضوع الخيواني، وتكريسه كحدث وقضية ملتهبة، ما انفكت الاجهزة تلقمها بالزيت وأعواد الثقاب، وتعاظمها بنقلات دراماتيكية تصعيدية مباغتة لم نعد نقوى على احتمالها أو تجنبها؛ فقد تدمرت حقول الاحتمالات في أذهاننا. فهلا أشفقتم علينا وعلى أنفسكم، وهل تفكرتم في معنى انشغال مراجع الحكم والأجهزة الأمنية بصحفي أعزل الا من قلمه؟ وهل تعلمون أنكم أصبحتم تدفعوننا إلى غواية مجاراتكم في ضرب الخيواني حتى نقف على سر تمسككم بنهج ضرب الخيواني وتكسير أضلاعه وأصابعه كنهج مبدئي ومن «الثوابت»؟!
mansoorhaelMail
قصة اختطاف معلن
2007-08-30