مسدوس وباعوم والنوبة أبرز الغائبين.. مركزية الاشتراكي تجدِّد الثقة بنعمان
تناقش اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني صباح اليوم التقرير السياسي العام المقدم من المكتب السياسي.
ورجحت مصادر في الاشتراكي أن تشهد الجلسة سجالات حادة حول الموقف من حركة الاحتجاجات السلمية في المحافظات الجنوبية، خصوصاً في ظل تزايد الاتهامات للاشتراكي بالتخلي عن «قضية الشعب في الجنوب».
ومعلوم أن قيادات في المجلس الاعلى لجمعيات المتقاعدين وجهت انتقادات حادة للحزب بسبب ما تسميه «تفريطه بمطالب الجنوبيين».
وكانت اللجنة المركزية بدأت أعمال دورتها الاعتيادية أمس بإقرار مشروع جدول الأعمال المقترح من المكتب السياسي، بعدما أسقطت بأغلبية ساحقة البند الرابع من المشروع والذي يتضمن استعراض ومناقشة مذكرة أعدها ياسين سعيد نعمان، الأمين العام، تطلب تدوير منصب الأمين العام للحزب كل سنتين.
المذكرة التي حصلت «النداء» على نسخة منها تطلب أيضاً تدوير المناصب القيادية (في الأمانة العامة والمكتب السياسي) كل سنتين. وكان الأمين العام اقترح فكرة تدوير المواقع العليا في دورة سابقة للجنة المركزية.
واعتبرت مصادر في اللجنة المركزية إسقاط البند الرابع من جداول الأعمال تجديداً للثقة في قيادة ياسين سعيد نعمان.
وكان نعمان حَملَ في مذكرته بشدة على «الثقافة الانتهازية» التي تجعل الصراع مع الأمين العام مجرد مظلة لحماية كثير من المظاهر والممارسات المضرة بالحزب والمخلة بوحدته، «وتفرض نفسها في تجليات مختلفة من أمراض النزوع نحو الزعامة».
وإذ انتقد بشدة «ممارسات لا تجسد أي نوع من العلاقات الرفاقية في حزب يتعرض كله للقهر والأذى والظلم»، فقد نبه إلى أن «هؤلاء الذين لا تثقلهم أي مسؤولية سوى هم الزعامة»، هَدتهم الثقافة الانتهازية إلى تحويل مشكلتهم مع الحزب الى مشكلة مع الأمين العام في حملة تواصلت تحت شعارات عديدة منها أن الأمين العام تخلى عن القضية الجنوبية، وأن قيادة الحزب الحقيقية هي في الخارج، وهم وكلاؤها «في الجنوب».
واتهم الأمين العام للاشتراكي بعض الاشتراكيين «بالعمل خارج الشرعية التنظيمية في تطاول على هيئات الحزب المنتخبة... وممارسة أنشطة تَضر بوحدته ومكانته وسمعته».
وقال: «صار حزبنا يُعرفَ بأنه الحزب الذي تقوده أكثر من قيادة، وفتح هذا الوضع الباب أمام قوى من خارج الحزب لتتدخل في شؤونه، وتكوِّن بؤراً داخلية تُقاد من خارجه».
وأضاف: «بدأت تنسج علاقات وروابط بين هذه القوى وتجمعات في الاشتراكي تحت عناوين مختلفة هدفها الأساسي وضع الحزب وتاريخه ومكانته وشرعيته في قفص الاتهام، بما في ذلك شرعيته التاريخية في حكم الجنوب واتخاذ قرار الوحدة».
وإنْ رأى أن الهدف النهائي من هذه الحملة هو «إخراج الحزب من المعادلة السياسية»، أوضح بأن كثيرين ممن يسعون الى تصفية حسابات قديمة وجديدة مع الاشتراكي مشاركون في الهجوم على الحزب، متهماً البعض من داخل الحزب بتسويق فكرة اجتثاثه من الجنوب، ولفت إلى أن السلطة لم تكن بعيدة عن ذلك «فقد رأت فيه المدخل الذي ستقصم به ظهر الاشتراكي ومشروعه الوطني... ولذلك فقد شجعت على إخراجه من المعادلة «الجنوبية» كمقدمة لإخراجه من المعادلة السياسية الوطنية».
وعلى الرغم من اسقاط البند الرابع الخاص بالمذكرة من جدول الأعمال، فإنه من المؤكد أن تلقي المذكرة بظلالها على البنود الأخرى. وكان أعضاء في المكتب السياسي أفادوا أمام اللجنة المركزية أمس بأنهم ليسوا مع تضمين المذكرة في جدول الأعمال في إشارة الي تمسكهم بالأمين العام الحالي.
«النداء» كانت اطلعت على مضمون مداولات في المكتب السياسي بشأن مذكرة الأمين العام،. وبحسب مصدر في المكتب السياسي فإن ياسين سعيد نعمان كان عازماً على التخلي عن موقع الأمين العام في حال أُقرت المذكرة. وكشف المصدر بأن نعمان أقترح أحد أعضاء المكتب السياسي لشغل الموقع.
وخاض الاشتراكي معركة مزدوجة خلال الأشهر القليلة الماضية: في مواجهة الحكم الذي يتهمه بتحريك حركة الاحتجاجات في الجنوب؛ وفي مواجهة قيادات من تيار إصلاح مسار الوحدة وجماعات جنوبية أخرى تتهمه بالتخلي عن القضية الجنوبية.
ومعلوم أن ناصر النوبة رئيس مجلس التنسيق الاعلى لجمعيات المتقاعدين هو أحد أعضاء اللجنة المركزية للحزب، فضلاً عن عشرات آخرين ممن يقودون جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين.
النوبة أبلغ «النداء» الأسبوع الماضي بأن لن يشارك في دورة اللجنة المركزية، وإذ انتقد «غالبية القيادة الحالية للحزب»، قال إن الحزب لم يتحمل مسؤولياته تجاه الجنوب الذي وقع بإسمه اتفاقية الوحدة.
وإذ سُئل عن الخطوات التي ينتظرها مجلس المتقاعدين من الاشتراكي، أجاب: «فات الأوان... الاشتراكي فوَّت الفرصة تلو الأخرى على مدى 13 عاماً»، في إشارة إلى حرب صيف 1994. وزاد: «الحديث عن دور مفترض للقيادة الرسمية (للحزب) بات متأخراً جداً».
وحول إمكانية عرض وجهة نظرة في دورة اللجنة المركزية، قال: شاركت في دورات سابقة، لكني لن أشارك هذه المرة» وإنْ رفض. التعليق على كتابات لقيادات في الاشتراكي تنتقد «اتجاهات إنعزالية في الجنوب»، فقد عبرَّ عن تقديره لصحيفة «الثوري» الناطقة بلسان الاشتراكي التي شرعت في الآونة الأخيرة «في تحمل مسؤولياتها».
وإلى ناصر النوبة، تغيَّب عن جلسة أمس محمد حيدرة مسدوس وحسن باعوم، وهما من أبرز رموز تيار إصلاح مسار الوحدة.
مسدوس وباعوم والنوبة أبرز الغائبين.. مركزية الاشتراكي تجدِّد الثقة بنعمان
2007-08-23