وأحد كوكتيل: قليل من السياسة.. قليل من المرح - خالد سلمان
فاتح شهية:
في وطن منفوخ البطن والقلب.
بمفرقعات القهر اليومي.. في وطن حائط المبكى هذا.. تجدون كثير بكاء.. وصفر مرح.
فعذراً من عنوان مراوغ.. كذوب.
(1)
< كل رجل يموت في بلادي، سيطلق هكذا محبوه تمتمة الوداع الأخير:
أشكر الله أنه الآن مات إلى الأبد، أشكر الله انهم لن يأذوه مرة أخرى، لن يجدوه، لن يموت ثانية كل صباح.
(2)
تشرب وتدخن سوف تموت.
لا تشرب لا تدخن سوف تموت ايضاً، ولكن سُتدخن بصحة جيدة.
هذا في روسيا، اما في هذه المسماة «بلاد»، شرب حتى الماء النظيف لغة (قاموسية) ترفه. والموت قهراً وفاقة هما لغتنا الدارجة المشاعة، والصحة هي لغز الهلام.
(3)
< يا صاحب الفخامة إليك روشتة كسب الحرب في صعدة.
اقطع عنهم الماء والكهرباء.. الهاتف والطريق.
<< لا يوجد عندهم كل هذا.
< إذن لماذا تغضب إن حاربوك؟ بل لماذا لا تريدهم أن يحاربوك؟ (طرفة متداولة بين يمنيي بريطانيا منسوبة لحوار دار بين الرئيس المصري ورئيس آخر لا أعرفه).
(4)
أطلق عالم فلكي في القرن الثامن عشر على الكوارث الطبيعية والاعاصير اسماء سياسيين لا يحبهم.
لو اراد اليوم فلكي آخر إعادة تسمية تلك الكوارث فيكفيه مدير أمن محافظة ليحمل اسم كاترينا وغونو وكل فعل كارثي مستجد.
تاركاً للرؤساء شرف حمل ألقاب الأوزون وذوبان جليد القطبين وصخرة القيامة «موت الكون» ونهاية سفر التكوين.
(5)
حقيقية وفرضية
الحقيقة:أن كل إعلام الحزب الحاكم المستبد -مطلق حزب- يصل بممارسة التضليل، حد الدجل والشعوذة. من السياسي اليومي، إلى استحضار الخرافة.. واستنطاق السماء.
الفرضية: مر إعصار «غونو» من هنا أو لم يمر، فقط إغمض عينيك، وتخيل مانشتات صحافة «الحاكم» فإذا انحرف «غونو» بمساره فستقرأ:
بفضل التوجيهات الحكيمة، واستلهاماً لروح البرنامج الانتخابي للسيد الرئيس، تمكنت المؤسسة العسكرية والأمنية، من إحباط عملية تسلل «غونو»، وإجهاض مخططه التدميري في إعادة اليمن إلى أزمنة ما قبل الثورة والوحدة والديمقراطية، البقاء للجمهورية والفناء لـ«غونو» الإمامي الاثنى عشري الخبيث.
وفي حال حط «غونو» رحاله وعصف بالبلاد.. سنقرأ لمصدر مسؤول في الحزب الحاكم، التصريح التالي:
دأبت المعارضة على رسم المؤامرات، للنيل من وحدة الوطن، وانجازاته التاريخية العظيمة، من خلال الاتصال بالسفارات الاجنبية، وتقديم الوشاية بما في ذلك ما سربه المدعو محمد قحطان من تقارير لأجهزة مخابرات سفارات أمن السماء!!
(6)
في الدانمارك يحلبون بقراتهم على موسيقى موزارت لرفع الانتاجية.
وفي اليمن يحلبون اضرع بقرة البلاد، على موسيقى الحروب الداخلية، وعمولات بيع الدم وسمسرة صفقات السلاح.
في البلدين المشترك بقرة مدرة.
هناك ينتجون حليباً للناس.
وهنا ناتج الحلب ضحايا، امهات ثكلى، وأرامل.
هناك اطفال أصحاء، وهنا اطفال جوعى وشباب حطب حرب اضاحي، ومشاريع قتلى.
هناك لديهم كل صخب الحياة، وهنا لدينا (مقتلة) صعدة والجنوب وكل اليمن، ولدينا خرفان ذبح، وبنادق بلا إيجار، مهما زها اصابع امراء القتل العابث الرخيص.
فيا سادة مسالخ البلاد، قليلاً من اقتصاد حلب الدماء لمرحكم الخاص.
لتساليكم يكفي حاجتنا للبقاء أياماً أخرى وتفيض.
شكراً إن فعلتم، ودمتم لهياكل هذا الشعب، قصابين اشداء.. فخر بؤس و يتم.. صناع مكاسب فجيعة، ومنجزات بلاء.
(7)
يقين:
سنكسر يوماً أغلال اعناقنا، ونمنح جباهنا بصمة السماء.
خذوا خلفكم خصي تاريخكم، نفايات أحذية وجوهكم، مزابل الذكرى، وحفر امجادكم الراشحة.
غداً بممحاة قهرنا، سنمحو كابوس ليل حكم كظيم، وبمداد آهات صغارنا، نعيد كتابة تاريخ بلاد.
[email protected]
وأحد كوكتيل: قليل من السياسة.. قليل من المرح
2007-06-14