تجمع صنعاء يبدأ بقراءة البيان الختامي.. دخول في دوامة أزمة
- «النداء» - أديس أبابا
ضغط «تجمع صنعاء للتعاون» برنامجه إلى ساعات بعد أن كان مقرراً ليومين، لاسباب تتعلق بأزمات داخلية تمر بها دول التجمع.
وحسب مصادر خاصة في العاصمة الأثيوبية (أديس أبابا) فإن الإتفاق على نقاط البيان الختامي جرى في بدء اللقاء جراء الاستعجال في الخاص من أعمال تجمع صنعاء الخامس.
واللافت في البيان الختامي هو إتفاق اليمن والسودان على تأييد التدخل العسكري الأثيوبي في الصومال، كونه كان لمناصرة الشرعية الصومالية، حسب ما قاله الرئيس علي عبدالله صالح.
الاجتماع الذي جرت مشاورات عدة منذ شهور لتحديد موعد انعقاده وحدثت تباينات عديدة في الموعد الذي استقر على 26 و27 من فبراير، انتهى -وسط أزمات داخلية حادة لبلدان التجمع- إلى الإختزال في ساعات عاد بعدها القادة إلى بلدانهم.
فقد جاء الرئيس السوداني حاملاً أزمة دارفور، والرئيس اليمني أحداثاً جارية في مدينة صعدة، فيما ميلي زيناوي قواته في الصومال، والرئيس عبدالله يوسف حاملاً لهم بلداً مدمراً وعاصمة غير مستقرة.
لهذا طغت أزمات البلدان الداخلية على الاتيان بجديد سوى الاتفاق على تشكيل سكرتارية دائمة للتجمع مقرها صنعاء، علاوة على الدعوة اليمنية إلى تبني مؤتمراً لدعوة المانحين لإعادة إعمار الصومال.
وذكرت مصادر موثوقة لـ«النداء» أن الرئيس علي عبدالله صالح بحث مع أخيه الصومالي عبدالله يوسف موضوع الحوار مع قادة المحاكم الاسلامية «المعتدلين»، في ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج في الحوار الذي تم مع العديد من قياداتهم المتواجدين في صنعاء، أبرزهم رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم شيخ شريف شيخ أحمد.
واضافت المصادر أن الموقف السوداني بشأن الصومال كان هذه المرة متراخياً عكس ما كان عليه في السابق في مساندته ودعمه للمحاكم الإسلامية. مكتفياً بالتركيز على ازمة دارفور وايجاد الصيغ الملائمة لحشرها في البيان الختامي.
تأييد التدخل الأثيوبي في الصومال -عكس ماظهرت عليه المواقف اثناء المواجهات مع المحاكم من قبل السودان واليمن- أكد مشاركة اطراف إقليمية ودولية في الحرب ضد قوات المحاكم الإسلامية. مثلما جاء كتأكيد على التعاون الذي أشارت إليه الولايات المتحدة الامريكية في تلك الأثناء مع بعض دول الجوار التي قامت بإغلاق منافذها ومراقبة السواحل بالتعاون مع واشنطن لمراقبة أي عمليات هروب أو تسلل لقوات المحاكم الإسلامية.
التأييد للتدخل الأثيوبي رغم أنه ليس بعيداً عن ارتباطه بضغوط أمريكية مورست على هذه الدول، فإنها ايضاً راحت تتجاهل الضربات الأمريكية في الجنوب الصومالي، وبالأحرى كانت الاشارة هي التأييد عطفاً على تأييد التدخل الأثيوبي.
وحسب مصادر فإن المباحثات التي أجراها الرئيس علي عبدالله صالح مع أخيه عبدالله يوسف أحمد أدت إلى قبول الرئيس الصومالي بعودة قادة المحاكم المتواجدين في صنعاء، للعب دور سياسي في الحكومة الحالية. في حين أعلنت المحاكم استعدادها للحوار مع الحكومة.
المصادر أشارت أيضاً إلى أن موضوع التواجد الأثيوبي العسكري في الصومال أخذ نصيباً في النقاش وخصوصاً بعد أن أبدى الرئيس يوسف رغبته السريعة في الاستعجال بوصول قوات أفريقية لتحل محلها، باعتبار أن بقائها لا يؤدي إلى تصاعد وتيرة عمليات المقاومة والتفجيرات في العاصمة مقديشو، بل ويجعل الرئيس «يوسف» في وضع حرج أمام الشعب الصومالي عموماً الذي ما زالت أحقاد كثيرة يكنها لأثيوبيا.
والراجح أن الاجتماع الخامس لدول التجمع (اليمن، أثيوبيا، السودان، الصومال) جاء كإسقاط واجب فقط، دون أن تجري فيه نقاشات جادة حول عديد قضايا مطروحة أمام دول التجمع التي لم تستطع بعد إيجاد الآلية المناسبة للتعاون، سواء في الجانب الاقتصادي أو الأمني أم غيرها من الجوانب. ولم تنجح الدعوات التي أطلقها القادة لاستقطاب اعضاء جدد، ليسير الاجتماع إلى بوح متبادل بين أربع دول تواجه عديد مشاكل وتحديات بدت ملامحها على أوجه قادتها واضحة الأثنين الماضي بقاعة المؤتمرات بفندق شيراتون في العاصمة الأثيوبية (أديس أبابا).
تجمع صنعاء يبدأ بقراءة البيان الختامي.. دخول في دوامة أزمة
2007-02-28