إستغاثة مركز الإغاثة!؟
- «النداء»
«مع الأسف الجهات الأمنية هي الوحيدة التي ما زال الجهل مخيماً على أفكارها وما زالت بلا وعي بمهام الدار أو انها تتجاهلها».
الكلام أعلاه للمحامية/ عفراء الحريري المدير التنفيذي لمركز دار الإغاثة في عدن.. والذي جاء كرد فعل طبيعي على حضور ضباط من الأمن اثناء زيارة وفد من منظمة (أوكسفام) البريطانية للدار لاستطلاع احوال المركز. وهو ما جلب الاستياء للوفد، وأثار الحنق والريبة لدى أهل الدار.
إذْ لم يحدث ذلك مع زيارات نفس الوفد لمنظمات وجمعيات اخرى في نفس الفترة الزمنية التي زار فيها الوفد محافظة عدن.
ترى ما الذي يريده ضباط الأمن؟ وما هي الحكمة من الرقابة الأمنية على «دار اغاثة» تعمل في وضح النهار وبكل شفافية وهي تعد تجربة فريدة من نوعها في اليمن، تقدم خدماتها للنزيلات اللاتي هن عبارة عن سجينات مفرج عنهن قانوناً أو هاربات من عنف اسري، وبعد أن تخلى عنهن المجتمع والدولة لم يجدن من مأوى آمن سوى دار الإغاثة التي تعمل جاهزة بكل طاقمها لتقديم يد العون والمساعدة ومحاولة تأهيل النزيلات، وتزويدهن بالمعارف اللازمة لتكون عوناً لهن في الحياة، ليخرجن وهن اكثر قدرة على مواجهة اعباء الحياة والتعامل بوعي حقوقي وقانوني؟!
بدلاً من أن يضطلع اولئك بواجباتهم نجدهم يزرعون العراقيل في طريق الباحثين عن بصيص أمل في الحقوق والحريات ولو في حجم «خرم إبرة»؛ وهو ما يعني خلق مزيد من المضايقات والعقبات والضغط السلبي على منظمات المجتمع المدني التي تقوم بأدوار هي من صميم عمل «السلطة» ولكنها تخلت عنها وتركتها على طريق الفساد، وأدارت لها الظهر نحو مزيد من «الهبر»..
على السلطة أن تعيد النظر في حساباتها، وتراجع الكيفية التي تتعامل بها مع الوضع في البلد بصورة عامة ومنظمات إغاثة.
المجتمع المدني على وجه الخصوص معني بالأمر، حتى لأ تأتي اللحظة ا لتي يجد فيها تلك المنظمات وقد اغلقت ابوابها وطوت اوراقها وحزمت حقائبها، وسيكون الخاسر الوحيد هم شريحة المهمشين، الذين هم الضحية الأبرز لسلطة لا تجيد التفكير ولا التعامل الا بعقلية بوليسية صرفة.
ما حدث في مركز دار الإغاثة يجب ان لا يمر دون حراك حقوقي. يجب علينا ان نجعل منه إستغاثة تحتاج إلى اغاثتنا جميعاً. بالموقف، بالكلمة.
بالتضامن، بالرفض القاطع لمثل هذه التصرفات التي تكشف عن رغبةعدوانية تجاه المجتمع المدني ومنظماته التي بدأت تتنامى ويعي الافراد اهميتها وحتمية وجودها.
إستغاثة مركز الإغاثة!؟
2007-02-21