- طلال سفيان
من المنامة إلى أبو ظبي طريق طويل يمتد ل37 عاماً، منذ شهدت منطقة الخليج العربي ولادة أول تجمع رياضي في لعبة كرة القدم يجمع منتخبات دولها عام 1970 في العاصمة البحرينية. البداية كانت بمشاركة رباعية. لاحقاً اكتملت عقود السلسلة بضعف العدد. تاريخ دورات كأس الخليج العربي، يؤرشف بمسيرة ذات منعرجات ومنعطفات وأحداث واكبت البطولة خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن سجلت خلالها الدورة العديد من الإحصائيات والأرقام المهمة في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية في إقليم الخليج العربي.
مشاهد من خليجي
< انطلقت أول بطولة لكأس الخليج العربي لكرة القدم في الفترة من 27 مارس حتى 3 أبريل 1970 في «المنامة» بمشاركة أربعة منتخبات هي: الكويت، السعودية، البحرين، قطر.
< شهدت البطولة الثانية التي استضافتها العاصمة السعودية «الرياض» عام 1972، انضمام دولةالامارات العربية المتحدة للدورة وذلك بعد استقلالها من الاستعمار الانجليزي عام 1970 وتوحدها عام 1971. كما شهدت هذه الدورة تسجيل اول حالة انسحاب وكان بطلها المنتخب البحريني الذي انسحب في اللقاء النهائي امام المنتخب السعودي احتجاجاً على التحكيم، فتم شطب جميع نتائجه.
< شهدت الدورة الثالثة التي استضافتها العاصمة الكويتية عام 1974، انضمام عضو جديد لركب البطولة وهو المنتخب العماني. كما تم ولأول مرة في هذه الدورة بتقسيم المنتخبات الستة المشاركة إلى مجموعتين.
< استضافت دولة قطر البطولة الرابعة عام 1976 وذلك بوصفها العضو المؤسس الرابع للدورة. كما ارتفع عدد الدول المشاركة إلى سبع بعد انضمام العراق التي أضفت زخماً جديداً في المنافسة على البطولة التي شهدت العودة لنظام منافسات المجموعة الواحدة للفرق.
< كان من المقرر طبقاً لنظام الدورة ان تستضيف الامارات العربية المتحدة البطولة الخامسة التي تسلمت علمها في الدوحة، لكن تأخر إنجاز منشآتها الرياضية دفعها للإعتذار، مما أدى إلى تأجيل البطولة لعام واحد وإسناد استضافتها للعراق عام 1979.
< أقيمت البطولة السادسة في العاصمة الاماراتية «ابو ظبي» عام 1982، أي بعد ثلاث سنوات من الدورة الخامسة. كما شهدت هذه الدورة ثاني حالة انسحاب في تاريخ البطولة، وذلك بعد ان فاجأ العراقيون أوساط الدورة بسحب فريقهم أمام المنتخب الكويتي بقرار سياسي بدعوى تأكيد اواصر الأخوة بين المنتخبين إذ الانسحاب يذهب بالبطولة إلى الكويت، الأمر الذي أدى إلى شطب نتائج العراق وأفسح الطريق أمام منتخب الكويت لحصد لقبه الخامس رغم مشاركته بالصف الثاني، حيث كان المنتخب الأول يستعد للمشاركة في نهائيات كأس العالم في اسبانيا.
< استضافت سلطنة عمان البطولة السابعة عام 1984، لتستعيد الدورة نظامها السابق وذلك باقامتها كل عامين.
< استمرت الدورة على ترتيب الاستضافة نفسه، حيث انتقلت إلى السعودية، وفي منشأة رياضية جديدة بمواصفات عالمية (استاد الملك فهد الدولي) شهدت منافسات البطولة التاسعة عام 1988 وذلك بمشاركة المنتخبات السبعة بكامل عدتها وعتادها لأول مرة بعد سلسلة من دورات المشاركة الرمزية.
< استضافت الكويت البطولة العاشرة على استاد الصداقة والسلام (ملعب نادي كاظمة) في الفترة من 21 فبراير -9 مارس 1990، حيث غلب على هذه الدورة الأزمات والمشاكل، وذلك بعد أن رفضت السعودية المشاركة احتجاجاً على تعويذة البطولة المتمثلة في فرسين (شويمة وعبيان) واللذين لهما صلة بمعارك قبلية قديمة بين الكويت والسعودية. كما شهدت الدورة في منتصف مشوار منافساتها انسحاب العراق احتجاجاً على التحكيم، فأصبح طريق الكويت سالكاً نحو اللقب السادس وكذلك تمكن المنتخب العماني من مغادرة المركز الأخير لأول مرة، كما ساهم غياب السعودية وانسحاب العراق في تحول البطولة إلى أقل الدورات من حيث المستوى الفني، ولم يبق في ذاكرة الدورة سوى الأزمات التي أثارتها، ومشهد الشهيد فهد الأحمد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية وهو يودع المنتخب العراقي المنسحب في مطار الكويت قبل أن يعود العراقيون إلى الكويت بعدها بشهور لغزوها واستشهاد الشيخ فهد الأحمد على أيدي جنودهم.
< استضافت قطر البطولة الحادية عشرة للمرة الثانية عام 1992، وذلك بحضور ستة منتخبات فقط، بعد استبعاد العراق من المشاركة نتيجة غزوها للكويت في 2 أغسطس 1990، ليبدأ غياب العراق من المشاركة في المكان نفسه الذي شهد انضمامه لأول مرة. كما شهدت هذه الدورة اعتماد شهر نوفمبر موعداً جديداً لانطلاق فعاليات البطولة التي شكل إحراز قطر للقبها الاستفادة الحقيقية من عاملي الأرض والجمهور اللذين كثيراً ما بطل مفعولهما في تاريخ الدورة.
< في الدورة الثانية عشرة في ابو ظبي 1994 تمكن الاخضر السعودي من خطف اللقب لأول مرة في تاريخ مشاركاته في البطولة، وذلك بعد طول انتظار، وجاء هذا اللقب على يد المدرب السعودي محمد الخراشي.
< استضافت سلطنة عمان وللمرة الثانية البطولة الثالثة عشرة عام 1996، حيث شهدت هذه البطولة ولأول مرة تطبيق قاعدة احتساب الفوز بثلاث نقاط.
< في الدورة الرابعة عشرة التي استضافتها العاصمة البحرينية عام 1998، والتي شكلت عودتها الثالثة إلى نقطة انطلاقها في البحرين. كما شهدت هذه الدورة موجة جدل حول التجنيس التي برزت بعد ظهور عدد من اللاعبين المجنسين مع المنتخب القطري.
< الدورة الخامسة عشرة كان مقرراً لها أن تقام عام 2000 طبقاً لنظام البطولة، لكنها تأجلت 14 شهراً بناءً على طلب الدولة المستضيفة السعودية، ليكون هذا التأجيل الاختراق الثاني لانتظام البطولة طوال عمرها المديد بعد تأجيل الدورة الخامسة عاماً واحداً، لتقام بعد ذلك البطولة في «الرياض» عام 2002.
< استضافت الكويت وللمرة الثالثة الدورة السادسة عشرة عام 2003، والتي كان من أهم أحداثها انضمام اليمن لأول مرة لهذه البطولة الكروية الخليجية، لتصبح اليمن العضو الثامن في تاريخ الدورة وذلك بقرار من القمة الخليجية المنعقدة نفس العام.
< انطلقت الدورة السابعة عشرة في نفس العام الذي اختتمت فيه الدورة السادسة عشرة، وذلك بعد أن استضافت الدوحة القطرية منافسات البطولة في ديسمبر 2004، حيث كان هذا الموعد محدداً منذ دورة السعودية نزولاً عند رغبة القطريين الذين وجدوا هذا الموعد هو الأنسب لدعم استعداداتهم لاستضافة الأسياد الآسيوية نهاية 2006، كما ساهم الموعد ايضاً في تعويض السنة التي تأخرتها الدورة السابقة في السعودية. وكان الحدث الأبرز في هذه الدورة هو عودة المنتخب العراقي للتنافس في البطولة مجدداً بعد زوال الأسباب التي أدت لاستبعاده في أعقاب الإطاحة بالنظام الحاكم في العراق، كما أفسحت عودة العراق المجال أمام تطبيق نظام المجموعتين بعد اكتمال عدد المنتخبات إلى ثمانية، مما أنعكس بالإيجاب على أجواء المنافسات وقوتها.