جميلة علي رجاء تتحدث عن حكومة ظل في اليمن..
* من وحي ندوة منتدى التنمية السياسية حول مؤتمر المانحين في لندن.. قراءة واستقراء
قبل أن يزعجك العنوان أرجو ان تسترسل في القراءة.
هل آن الأوان لأن يكون لليمن حكومة ظل على غرار الدولة المضيفة لمؤتمر المانحين بريطانيا خاصة و ان ندوة المنتدى بينت الحاجة لها من خلال:
أولا: جلوس الحكومة مع المعارضة والحوار على طاولة واحدة دون أن يكون للطرف الأول تفاصيل عن موقف الأحزاب من مؤتمر المانحين عدا الإعلامية منها وربما العناوين الرئيسة فقط ولا للطرف الثاني معرفة بتفاصيل مؤتمر المانحين عدا ما اعتبرته مبالغا فيه. ثانيا: ما استدعى هذا الخاطر هو تواجد وزير تخطيط وتعاون دولي تكنوقراط صرف يتحدث عن مؤتمر محدد وهدف محدد ولكن تفاصيل بعض وليس كل مداخلات الندوة كشفت عن بعض عدم التخصص وبعض عدم التخصيص ومحاولة طرح كل أزمة المعارضة مع السلطة و التي تصاعدت أثناء و بعد انتخابات سبتمبر مما ذكرني بنكتة الرجل اليمني الذي اعتاد إهمال زوجته وعندما دعاها ذات يوم أن تقيل و تخزن معه فجلست تذكره كيف أهملها اليوم الفلاني و كيف أغضبها اليوم الذي يليه مما جعله ينتفض حالفا الا "يتجابر" معها ثانية. عبرة النكتة أن لكل مقام مقال وكيف يمكن انتهاز الفرص و الهوامش الجزيلة للمشاركة و الشراكة لبداية حوار لإصلاح الشأن الداخلي من نقطة إلإنطلاق المطروحة و لا بأس أن يكون المدخل هو طرح إشكالية المعارضة مع السلطة دون استغراق فالوزير المستضاف تقني وليتنا نسهم و نساعد في كيفية استثارة المعلومات و الخبرات لإيجاد الحلول الاستيعابية لمساعدات المانحين التقليديين و الجدد (دول مجلس التعاون الخليجي ) ففشل المهمة هي تهديد لاستقرار اليمن الذي يملكه الجميع.
وقبل الاسترسال في الفكرة لابد من التوضيح بالمقصود بحكومة الظل حتى لا يساء فهم هذا الطرح خاصة وأن كلمة "الظلـ" لها مدلولات سلبية و أحيانا خطرة فعندما نقول في ثقافتنا السياسية المحلية و العربية أن فلاناً هو وزير الظل فمعناه أنه الوزير الفعلي و صاحب التأثير والقرار وكلمة "الظلـ" ترتبط في بعض الأحوال بعدم العلانية وبالسر، وللسرية أحيانا كثيرة بعدها التأمري. وعندما يقال أن للولايات المتحدة حكومة ظل فيدرالية في الكهوف فهي الحكومة الاحتياط إذا ما حدثت كارثة كبرى في أمريكا فهي التي ستتولى زمام الأمور.
و لكن النموذج البريطاني لحكومة الظل (يطبق أيضا في كندا و استراليا ) يختلف من حيث التكوين والهدف ويستحق التوقف عنده. فحكومة الظل البريطانية مكونة من أعضاء الحزب غير الحاكم في البرلمان هدفها فحص ودراسة و مراجعة قرارات الحكومة وإيجاد بدائل حلول و معالجات لقضايا سياسية واقتصادية لتستفيد منها الحكومة و لشحذ همة الحكومة لاتخاذ القرارات الأكثر نفعا. فلكل وزير في حكومة حزب العمال نظيره من حزب المحافظين في البرلمان.ويسمون في بريطانيا معارضة جلالتها الرسمية الموالية والموالاة هناك ليست في هذه الحالة عدم المعارضة ولكن لمدلولها الوطني.
بغض النظر عن التسمية (حكومة الظل ) و ما إذا كانت مدلولاتها ستلقي بظلالها على الهدف فإن وجود كيان بهذا الشكل سيحقق في اليمن التالي:
- إيجاد وتدريب معارضة متخصصة، تعارض من باب العلم بالشيء.
- إيجاد شراكة وطنية حقيقية في القضايا التنموية بغض النظر عن الاختلاف الحزبي لتحقيق المنفعة للجميع.
- جعل الحكومة تشحذ همتها للوصول إلى أفضل القرارات لتنفيذها.
- توفير وشفافية المعلومات الدقيقة وغير المبالغ فيها.
- خلق ثقة بين الحكومة و المعارضة و المجتمع المدني وقطاع الأعمال.
- ترشيد الخطاب الإعلامي ليكون أكثر واقعية.
ختاما:
يحسب لمنتدى التنمية السياسية والقائمين عليه أنه تبنى الحوار بين الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني مترجما، بذلك، الحوار الذي ترعاه اليمن و إيطاليا و تركيا في إطار مبادرة الشرق الأوسط الكبير، وكذا سرعة تبنيه لهذا الموضوع المهم و الحيوي.
كما يحسب لوزير التخطيط و والتعاون الدولي وطاقمه تلبيته للحضور وواقعيته في الطرح والتجاوب مع المداخلات، وأخيرا يحسب لقيادات الأحزاب اجتهاداتهم في الطرح و عقلانيته.
جميلة علي رجاء تتحدث عن حكومة ظل في اليمن..
2006-11-29