صنعاء 19C امطار خفيفة

أكثر من أربعين دورة وما يقرب من 568 مستفيداً.. إصلاحية الأمانة.. ورشة جديدة لتدريب السجناء

2006-11-29
أكثر من أربعين دورة وما يقرب من 568 مستفيداً.. إصلاحية الأمانة.. ورشة جديدة لتدريب السجناء
أكثر من أربعين دورة وما يقرب من 568 مستفيداً.. إصلاحية الأمانة.. ورشة جديدة لتدريب السجناء
- علي الضبيبي
كان الصباح جميلاً؛ المكان المزدحم خال من السجناء. الساعة تزحف نحو العاشرة والمدير على بوابة القاعة يستقبل الضيوف. الجميع في قاعة المكتبة المركزية بالإصلاحية ينتظر. دق جرس العاشرة وبدأ الحفل بسورة الرحمن، تلاوة عبدالله حمود الجلال (سجين) توقف عند الآية «وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان». ثم أعقبتها كلمة ترحيبية للعقيد مطهر علي ناجي، مدير عام السجن، رحب فيها براعي الحفل اللواء الركن عبدالرحمن البروي وكيل وزارة الداخلية (الذي حضر نيابةً عن الوزير) وبوكيل وزارة التعليم الفني والتدريب المهني، محمد دبوان، وبالعميد الركن صالح المنعي، وكيل مصلحة السجون، تطرق فيها إلى الدور الذي تضطلع به إدارة الإصلاحية في سبيل إخراج سجين صالح قادر على العطاء والبذل، مضيفاً أن السجناء لا يتلقون التدريب المهني فقط، وانما ايضاً تقدم منهم للثانوية العامة هذا العام 27 نزيلاً نجح (20) ورسب (7) و«هذا بحد ذاته ممتاز»- حد قوله.
واختتم مدير السجن كلمته الترحيبية قائلاً: «إذا لم ندرب هؤلاء الناس في المركزي فسيخرجون من السجن كما دخلوه».
من جانبه القى وكيل وزارة التدريب المهني، كلمة أكد فيها على قوة العلاقة التي تربط وزارته مع إصلاحية الأمانة. وخاطب السجناء الحاضرين الذي يربون على سبعين نزيلاً ونزيلة: «سنستمر في تدريبكم ودعمكم في كل ما تستطيعه الوزارة».
راعي الحفل اللواء الركن عبدالرحمن البروي هو الآخر ألقى كلمة مختصرة عقب فيها على ما طرحه مدير السجن، مشيراً إلى أن إصلاحية صنعاء أخذت نصيب الأسد من بين كل الإصلاحيات اهتماماً ودعماً من قبل الداخلية.
وما أن انتهى البروي من إلقاء كلمته حتى رفعت الجلسة الافتتاحية، وطلب مقدم الورشة يحيى الحيدري من المشاركين البقاء في أماكنهم لاستئناف برنامج الدورة.
وبين الجلستين أخذ السجناء هنيهة من الراحة لشرب الماء والتسابق على ماتبقى في صناديق «الكندا»، ثم قدمت أربع أوراق عمل أدارها المتألق/ يحيى الحيدري الذي قدم نائب مدير عام الإصلاحية عبدالله الحكيم، الذي ألقىكلمة توجهيية وتوعوية ركز فيها علىأهمية الإرتقاء بالذات مهنياً وعلمياً لا سيما والجو المساعد على ذلك في كامل الملائمة. وقال «إن60٪_ من السجناء من يعملون في التدريب المهني نريدهم أن يتعلموا لأنفسهم ولأسرهم ليس إلا». مشدداً في ذات الوقت على أهمية التحلي بروح الطموح والمثابرة. وخاطب السجناء (أغلبهم من الشباب سوى القميحة وصالح المحمي): «أثبتوا أنكم جديرين بالمهنية وأن لديكم طموحاً».
كلمة الحكيم أعقبتها مداخلة ربما هي الأكثر تركيزاً من جملة الأوراق قدمها مدير عام الإصلاح والتأهيل في السجن، يحيى الحيدري، بدأها بملاحظات على قانون السجون رقم (140) لسنة (90) وما نص عليه في جانب التدريب المهني منوهاً إلى ضرورة إشراك الاخوة مدراء عموم السجون في الجمهورية ضمن اللجنة العليا للسجون باعتبار أن القانون أتاح لوزير الداخلية إضافة من يراه مناسباً، وأن مدراء السجون هم أساساً المسؤولن المباشرون عن السجون والسجناء ولديهم الكثير مما يمكن أن يطرح لمصلحتهم. وأضاف الحيدري: «القانون مر عليه فترات طويلة إذ أنه من بعد عام 90 وهو بحاجة إلى إعادة نظر بما يتواكب مع التطور التقني». وأشار إلى أنه ومنذ افتتاح مركز التدريب المهني في عام 2003 عُقدت ما يقرب من (40) دورة، مدة الدورة الواحدة تتراوح ما بين الشهرين والثلاثة، واستفاد منها ما يقرب من (568) نزيلاً ونزيلة حتى تاريخ 15/6/ من العام الجاري، في مختلف المجالات (نجارة، خياطة، تطريز (نساء)، والحرف اليدوية(رجال)، وصناعة وانتاج البلك».
 وقال المدير: «نحن في إطار تعميق النظر في الجانب التدريبي بما يخدم رغبة النزيل للحصول على مهنة بعد خروجه من الإصلاحية تضمن له حياة سعيدة وأن يكون مواطناً صالحا». وشدد على أهمية «أن تكون الشهادات الصادرة من المعهد الخاص بمركز التدريب ذات قبول في أوساط المجتمع».
ورقة العمل الثانية قدمها محاضر أوفدته وزارة التدريب المهني (فؤاد الصغير) ركزت على فاعلية المتدرب اجتماعياً بعد خروجه إلى المجتمع، وأهداف التدريب الذي ركزها في أربعة محاور: زيادة المعارف واكتساب بعض المهارات اللازمة لتطوير مهاراته، وتنمية السلوك الايجابي لدى المتدربين، والتدرب على التقنيات الجديدة. ثم أشار إلى الناحية السلوكية «التي تتغير كلما استجاب السجين وتوفرت لديه القابلية».
واختتمت الورشة بورقة لعوض الجند أحد أبرز المدربين في المعهد ركز فيها على الجوانب العملية وكيف تتحول مع الأيام إلى متعة وهواية عند هذا النزيل، واستحضر بعض الأمثلة والآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، التي تحث على العمل وتدعوا إلى العلم والإكتساب. جدير بالإشارة إلى أن الجند الذي مكث في السجن 10 سنوات أبى إلا أن يغادره مدرباً فائق القدرة، حيث عاد ليعمل فيه بوظيفة رسمية حصل عليها من وزارة التدريب، هو الآن يتربع منصة الإلقاء محاضراً لنزلاء عاصرهم سنوات ويدرب داخل معامل الإصلاح والتأهيل.
وتأتي هذه الورشة التي تقيمها إدارة التأهيل بإصلاحية الأمانة (السجن المركزي)، في إطار الأنشطة للعام الدراسي 2005/2006م.

إقرأ أيضاً