كتب عن «الخفافيش» فجعلوا من والده خبراً
- المحرر
لم يتوقع الزميل زكريا عبدالله الحسامي، أن العصابات الليلية في مسقط رأسه كانت تخطط وتعد نفسها، لمرحلة جديدة وبأجندة مغايرة بلون الدم.
زكريا، المحرر في صحيفة «الوحدوي»، الذي لطالما تأفف من تقاعس السلطات عن ردع تلك العصابات، فُجع بمقتل والده، الخميس الماضي، بعد ثلاثة أيام من إصدار الوحدوي التي ضمنها زكريا خبراً بعنوان «بني الحسام خفافيش الظلام» أظهر فيه حجم الدمار الذي أحدثته أيادي بلاطجة الليل في ممتلكات أهالي بني الحسام، شرعب الرونة - تعز.
لكن الخميس الماضي كان يوماً مختلفاً وفاصلاً بين سلوك كان يستهدف قوت الأهالي.. وبين جديد آخر يستهدف أرواحهم.
«النداء» اتصلت معزية الزميل زكريا بفاجعته وعرفت منه قصة الجريمة التي كانت بدايتها قيام أحد الأهالي بعد منتصف ليل الأربعاء الماضي بإبلاغ الضحية عن سماعه أصوات تكسير في مزرعة قات تابعة لعائلته، والتي تحتوي على ما يربو على 150 شجرة قات؛ ليهرع الضحية في اتجاه المزرعة. وقبل أن تتعدى قدماه ترابها (بشهادة الشخص الذي جاء لإبلاغه) باشرت العصابة (المنتشرة في المزرعة وخارجها) بإطلاق وابل من رصاص اخترقت احداها احشاءه ولم يجرؤ الأهالي على الاقتراب من مسرح الجريمة -برغم اصوات الاستغاثة التي أصدرها الضحية- إلا بعد حوالى 15 دقيقة، لكنه لفظ انفاسه الأخيرة قبل أن يستقر جسده على سرير قسم الطوارئ في مستشفى البريهي بتعز حالياً تستقر جثته في ثلاجة المستشفى الجمهوري حتى تتمكن الاجهزة الامنية التي تحقق في الحادثة من ضبط الفاعلين.
ولكن ما يحدث في منطقة بني الحسام يدعو للتساؤل: من المستفيد من الخراب والقتل الذي تحدثه هذه العصابات؟!
ويفيد زميلنا ابن الضحية فإن أعمال العصابات ليست بهدف السرقة كما يحدث في كثير من المناطق، بل هي اعمال تخريبية وإجرامية تستهدف تدمير مصدر رزق الأهالي (شجرة القات) موضحاً أنهم يقومون بتكسيرها أو قطعها بمناشير أو صب ماء النار (الأسيت) عليها أو الديزل ثم إحراقها.
ويضيف بأن العصابات حديثة في المنطقة، لكنها استطاعت بث الرعب والخوف بين الأهالي وتمكنت خلال الشهور الماضية من تدمير وإحراق عدد من مزارع القات التي قدر ملاكها خسائرهم بما يزيد على 40 مليون ريال.
لكن الأهالي عجزوا عن تفسير تلك الاعمال!! ويعتقدون أن هناك مستفيداً آخر هو من يقف ويشجع العصابات ويدفع لهم أجرهم.
وحملوا الأجهزة الأمنية في ناحيتي شرعب السلام والرونة، مسؤولية استمرار ونمو العصابات الليلية.
وقالوا إنهم ترددوا على إدارة أمن الرونة عدة مرات مقدمين بلاغات وشكاوى بهذه العصابات ولكن ما يحدث أن أمن ناحية السلام يتنازع مع أمن ناحية الرونة، كل إدارة منهما تريد أن تنظر في القضية، وكل يدعي أن منطقة بني الحسام تخضع لسلطاته، الأمر الذي يؤدي دائماً على حد قول الأهالي إلى ضياع القضية، وبقائهم تحت رحمة العصابات.
وهو الأمر ذاته الذي دفع بأولياء الدم إلى مناشدة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية رشاد العليمي، ومدير أمن محافظة تعز، التدخل العاجل وسحب القضية من أمن ناحيتي الرونة والسلام وإحالة التحقيق والمتابعة لاجهزة الأمن في محافظة تعز.
بني الحسام التي عرف أهلها بالمسالمين، هي الآن تصاب بفيروس خبيث وينتشر في شرعب اجمالاً (خراب البلاطجة) والذي لا يزال مصدر تغذيته مجهولاً حتى الآن، برغم بزوغ ملامحه.
فما يبثه البلاطجة من رعب يظهر في معظم المناطق في لحظات مختلفة منها السياسية وكلما تاق الناس للحرية.
في اليوم التالي وعلى بعد 10 كيلو مترات تقريباً من الحادث السابق قام مجهولون باحراق سيارة (صالون) تابعة ل حمود علي الطيار، احد قيادات التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري المعارض واطلقوا الرصاص على منزله في منطقة «عنشق»، شرعب السلام الدائرة الانتخابية (37)، كما اطلقوا وابلاً من الرصاص على أهال حاولوا الاقتراب واطفاء النار.
واعتبر «الطيار» الذي تجمعه علاقة مصاهرة مع وزير ا لخدمة المدنية حمود الصوفي، الحادثة استهدافاً سياسياً له، هذا وسبق ان قام مجهولون منتصف الاسبوع الماضي بذبح مواش تابعة لأحد أقاربه واحراق اعلافها.
ويؤكد أن المنطقة تشهد انفلاتاً أمنياً وحمّل الاجهزة الأمنية والمجالس المحلية والشخصيات الاعتبارية في المنطقة مسؤولية استمرار الفوضى والعبث بممتلكات المواطنين.
كتب عن «الخفافيش» فجعلوا من والده خبراً
2006-11-22