تمثيل المرأة في اللجنة العليا للانتخابات استحقاق سياسي وجب تنفيذه والعمل لتحقيقه، في سياق مصداقية توجهات تمكين المرأة سياسيا إذا كان هناك مصداقية فعلا، يجب أن يتجلى معكوسها في الواقع، في ظل مطالبات بهذا الشأن بحَّت أصوات المطالبات والمناصرين في المناداة بها. وربطا في السياق تقول الأخبار إن أحد المنتمين إلى السلطة (بيت الحكم) أخذ على عاتقه مهمة إيصال هذا المشروع (تمثيل المرأة في اللجنة العليا للانتخابات) وعرضه على رئيس الجمهورية والتنادي لإقراره. وعلى قاعدة سوق الحسنات، كما سوق السيئات، والتي أؤمن بها، فإن تبنيا وسلوكا كهذا مشايعا ومناصرا لقضايا المرأة يوجب منا الثناء لسالكه ومتبنيه، أيا كان، والشد على يدي صاحبه، وتدعيم نواياه الحسنة.
على الضفة الأخرى نتمنى ألاَّ تراوح أحزاب اللقاء المشترك في مواقفها، وأن تغادر مناطق تذبذبها في موضوع المرأة والتمثيل السياسي عبر القنوات الانتخابية، وتمثيلها في اللجنة العليا للانتخابات، موضوع حديثنا هذا، وأن تبتدر خطوة فاعلة تنفض ما علق بمواقفها من شوائب وتدرأ عنها شبهة خذلان مطالب النساء. وحتى تتوافق مقولات خطابها ومخرجاته الواقعية.
عند الحديث عن تمكين المرأة والاستحقاقات السياسية لها، علينا أن لا نتغاضى عن التمثيل النوعي، وأقصد به تمثيلها عبر شخصيات نوعية، وحضورا كيفيا لصلاحيات المواقع التي ستتولاها، ولا يهمل المعطى الكمي الذي سيشكل تحققا للتباين الإيجابي للحضور الذي تفرزه الكثافة العددية، لنتجاوز مأساة مجلس النواب (امرأة واحدة ودونما حنجرة وتتبدى كظل). ولا يعني ذلك أن الحرص على الانتقاء النوعي خصيصة لصيقة تحضر حينما نتحدث عن استحقاقات النساء وقضاياهن، بينما لا يحضر هذا الحرص النوعي حينما يتعلق الأمر بتمثيل الرجل، حيث لا يعنون الواقع حضورا نوعيا لغالب النماذج الذكورية الممثلة، فنرى منهم من لا يفقه في أوليات السياسة ولا شؤون الحياة وليس له من مؤهل سوى الجهل والفساد، وكأنما يتم تمثيل الذكور انطلاقا من منطوق: الرجل لا يعيبه شيء. لذا لزم على النساء المغايرة في حضورهن ومفارقة مثالب الرجال وأخطائهم، ونشدان تحقق يبنى على قاعدة الدفع بالأفضل حتى يتراجع السيئ من مواقع لا حق له في احتلالها. كما أنه يأتي الحرص على التمثيل النوعي من خصوصية ونوعية قضايا المرأة وحداثة حضورها الفيزيقي والمعنوي في الحياة العامة، معولا برهانه على حضور يعتني بنجاحه واختلافه لحساب قاعدة إرساء الأنسب والأفضل والأفيد لتحمل مسؤولية الاستحقاق الذي حصل عليه... وحديثنا ممتد.
hudaalattasMail