في هذه اللوحة الرياضية نرى رئيس "أحسن فريق"، وهو يمارس التمارين الصباحية مع حفيده، في مشهد يعكس التواصل بين الأجيال. وهذه هي عادتنا اليومية دون انقطاع، وقد أصبح هذا النشاط عادة جميلة ننتظرها كل صباح. بعضنا يصطحب أحفاده، والبعض الآخر يأتي مع أطفاله الصغار. لكن ما نلاحظه هو غياب واضح لفئة مهمة في المجتمع، وهي الطبقة الاجتماعية الوسطى، فهم نادرًا ما يشاركون في هذه الأنشطة.

رغم أن أحفادنا يأتون بحماس كبير، ويشاركوننا الحركة والضحك، إلا أن آباءهم -أي الجيل الأوسط- يكاد لا يُرى إلا بعضًا منهم. ربما يكون لهذا الغياب أسباب متعددة. فالطبقة الوسطى اليوم تعيش تحت ضغوط الحياة السريعة، وأعباء العمل، والانشغال المستمر. كما أن ثورة الاتصالات والعولمة جعلت الكثير منهم يعيشون في عزلة رغم تواصلهم الدائم عبر الشاشات، فضعفت الروابط الاجتماعية، وتراجع الاهتمام بالنشاطات الاجتماعية والعملية بعيدًا عن الحياة الواقعية، متجاهلين أن الطبقة الوسطى هي العمود الصلب لأي مجتمع، وهي الأكثر قدرة على التأثير والتغيير والتحمل والبناء.
مشاركتهم في التمارين الصباحية لا تعود بالنفع على صحتهم فحسب، لكنها تعود على أسرهم وأطفالهم أيضًا. عندما يرى الطفل والده يشارك بانتظام، فإن ذلك يشجعه على الاهتمام بصحته، ويغرس فيه حب النشاط منذ الصغر.
ندعو أفراد هذه الفئة إلى تخصيص ولو وقت بسيط من يومهم، ويمنحوا أنفسهم فرصة للحركة والراحة النفسية. التمارين الصباحية لا تحتاج إلى جهد أو وقت كبير، ولكن أثرها عظيم على الجسد والعقل والعلاقات الاجتماعية. فلتكن البداية بخطوة بسيطة... وستجدون بعدها أن الروح انتعشت، والصحة تحسنت، والعائلة اقتربت أكثر، فكبار السن وجدوا في التمارين الصباحية وسيلة للحفاظ على صحتهم والتواصل مع المجتمع، بينما يستمتع الصغار باللعب والحركة. وهكذا يجتمع الجيلان في لحظة نشاط وحيوية، بينما الفئة الوسطى تشارك بأقل عدد ممكن، وعندما تشارك هذه الفئة بفاعلية سيكتمل التناغم المجتمعي بكافة فئاته.
* عضو اللجنتين الإعلامية والتنشيطية لـ"أحسن فريق"