في مشهدٍ مهيبٍ ومعبّر عن صلابة المرأة العدنية، احتشدت حرائر عدن، عصر السبت، في ساحة العروض بخور مكسر، في وقفة احتجاجية نسائية غير مسبوقة، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والصحة والتعليم.
نساء عدن، اللواتي كابدن مرارة الحياة في مدينة أنهكتها الحرب وأثقلها الإهمال، خرجن ليقلن بصوتٍ واحد: "كفى صمتًا، نريد حياة كريمة".. لم تكن هذه المظاهرة مجرد وقفة نسائية، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن وجع كل بيت، وصوت كل أم، ومعاناة كل أسرة تعيش تحت وطأة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وغياب أبسط مقومات الحياة.

"ثورة النسوان"، في عدن، لم تكن صرخة في الفراغ، بل رسالة مباشرة إلى صانعي القرار، تطالب بتحرك فعلي وانتشال المدينة من واقعها المتردي. طالبن بحقوقٍ إنسانية لا تقبل التسويف: خدمات صحية وتعليمية مستقرة، رواتب تكفي الحد الأدنى من الكرامة، وشبكة كهرباء لا تنهار مع أول موجة حر.
وقفت النساء هناك كالجبال، متحديات حرارة الشمس، وصرن عنوانًا للشجاعة والإصرار. رددن الهتافات التي تفيض بالوعي والكرامة: "لا سياسة ولا تسييس، مطلبنا خدمات"، مؤكدات أن عدن لا تطلب المستحيل، بل ما تستحقه من حياةٍ عادلةٍ بعد سنواتٍ من الوجع والتجاهل.
لم تكن الوقفة مجرد لحظة احتجاج، بل بداية مسار جديد يفتحه صوت المرأة العدنية، الذي اخترق جدار الصمت، وأعاد توجيه البوصلة نحو جوهر القضية: كرامة الإنسان وحقه في العيش الآمن والكريم.
تحية لكل امرأة نزلت إلى الساحة، رفعت صوتها، ورفضت أن تكون مجرد شاهدة على معاناة لا تنتهي.