اسم يلح على ذاكرة أبناء جيلنا برنين عالٍ كمعزوفة تعلوها دقات طبول عالية، فالرجل لم يكن مجرد واحد من أساطين التجارة والمال والأعمال، بل كما تنامى إلى علمي أنه كان كذلك عالمًا في طب التداوي بالأعشاب وبارعًا فيه (صورته الأولى هنا مع عائلته، ويجلس وسطها هادئًا مطمئنًا).. لكن حياته التجارية طغت حين دخل في عمليات تبادل تجاري مع عائلة إيدن والا، بيكاجي قهوجي دانشو ودار سينما ريجال/ شيهناز..
وأيضًا كازينو شاليمار.. وفي ذروة امتلاكه للسينما والملهى كان ذلك في ذروة أعماله التجارية.. فآلت إليه السينما والملهى، وغير اسم شيهناز إلى ريجال، وهما في الذروة.. وأذكر أنه حين امتلك ريجال تعاقد على عرض فيلم زوربا اليوناني "أنتوني كوين" الذي اجتاحت شهرته العالم، واكتسح بعرضه تقريبًا كل دور سينما العالم.. ولاحت الفرصة الذهبية لريجال وشاليمار مشاركة هذا الحدث الفني العالمي، فتم التعاقد وإحضار الفرقة اليونانية الموسيقية لشاليمار، وعرض فيلم زوربا اليوناني بالتزامن مع موسيقى الملهى، والذي كان من نصيبي مشاركة الدخول في الحفلين!
كان مستر حق ملكًا متوجًا في مجال الترفيه في عدن..
أما الملك الثاني الذي كسب لقبه من الناس، فهو السيد طه مستر حمود (صورته هنا مع صورة سينما هريكن الأولى في أملاكه لدور العرض في عدن وغيرها).

مستر حق كان جبارًا في ذائقته الفنية، وكان يستحسن الترويج للعروض التي تقدمها سينما ريجال، لكن سوء الحظ كان يلاحقه أحيانًا.. فوقتها كان فيلم "كليوباترا" رائجًا في كل العالم -أليزابيث تايلور مع ريتشارد بيرتون- وكان أغلى فيلم ينتج في العالم وقتها.. فأسرفت ريجال في الرعاية والدعاية له، وتم تصميم ديكورات فارهة لكليوباترا وهي في سفينتها الشهيرة في مدخل السينما، وكل زوايا الدخول.. لكن قرارًا أوقف عرض الفيلم في اليوم الثاني.. وسحب فعلًا، ومنع عرضه بعد العرض الأول الذي تم.. وسحب في اليوم التالي ليكبد دار سينما ريجال خسائر فادحة بسبب احتجاج السفارة المصرية!
وبعد أسابيع تلقت سينما ريجال اللطمة الثانية بمنع فيلم "دكتور زيفاجو"، من بطولة عمر الشريف، بسبب احتجاج السفارة السوفياتية وقتها على موضوع الفيلم الذي يمر على بعض فظائع الثورة البلشفية!

كانت تلك الأيام هي بداية أيام استقلالنا المجيد.. وأمجد أيام مجد عدن.. وكذلك للأسف.. كانت تلك الأيام آخر شعاع في غروب مجدنا، وقت آخر وميض للضياء في حياتنا... وكل فنوننا.