كواحدة من عاداتي السيئة.. أحصل على الكتاب -أي كتاب- وبشوق كبير، وأحيانًا بعناء، وأضعه على الرف مع بقية كتبي، على أن أرجع لقراءته في ما بعد.. وهكذا يمر بي الوقت ممنيًا النفس بموعد قريب للقراءة، فتراوغني مشاغل الحياة اليومية، وأنسى أو أنشغل بعنوان كتاب آخر جديد...
وهكذا.. وللأسف هذا قد حدث معي أنا وكتاب الأستاذ الصديق العزيز المهندس فضل علي محمد سالم منذوق، وهو صديقي وزميل عمل شرفت بالعمل معه في وزارة الثقافة والسياحة في ثمانينيات قرننا العشرين المفضل، حيث كان مهندس إلكترونيات بوزارتنا.. وكتابه الأثير الذي أقصده هنا هو "وصف إحصائي لمستعمرة عدن البريطانية في شبه الجزيرة العربية خلال القرن التاسع عشر من إعداد القبطان فريدريك ميرسير هانتر مساعد المقيم السياسي البريطاني لعدن سنة 1977م".
وكطبعه الخجول الكريم لم يتدخل فضل بغير الترجمة الرصينة وكلمة شكر وعرفان قدمها لأمه وأبيه المرحومين، وامتنانه لأم أولاده إياد ولفاطمة ولمحمد وبقية أسرته.. وشكره لمجموعة تكوين المتحدة للإعلام والنشر.. ودخل إلى الكتاب الغني الزاخر بالمعلومات والمعارف أكثر كثيرًا من أي إصدار سابق أو لاحق..
ولقد صدر له الكتاب في أول رمضان المبارك قبل عامين، تحديدًا سنة 2022م.
وفي الإهداء الذي تكرم فضل به إلى "عدن" -وهو بالمناسبة من مواليد حافة القاضي بكريتر- يقول لعدن: التي سكنت روحي ولم تزل.. سيبقى الوفاء لها مدى الأزل.. أرضي وأرض آبائي وأجدادي..
والكتاب القيم الضافي الذي ألم بكل صغيرة وكبيرة عن عدن، لا يستحق مجرد عرض عابر استهلالي، بل أكثر من ذلك يستأهل عناقًا حارًا مخلصًا محبًا مني لفضل بعد طول غياب.