صنعاء 19C امطار خفيفة

لا ترحل يا رمضان

مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك هذا العام، الذي لم يتبقَّ منه سوى أيام وليالٍ قليلة، فالكلمات أعلاه وما على شاكلتها ومرتبط معها في مضمون واحد صرت أسمعها بكثرة.

 
حب البحث والمعرفة لدي عن سر ترديد الناس لهذه الكلمات، هو ما جعلني أكثف في بحثي عن السبب الحقيقي في ذلك، وكل من أصادفهم من الناس ويأتون بهذه الكلمات عرفت السبب.
وهنا اتضحت وتبينت لي الحقيقة، وهي حقيقة مؤلمة جدًا.
فكل من أصادفهم مردهم ومضمون ترديدهم هذه الكلمات أنهم في هذا الشهر حصل الكثير منهم على المعونات الغذائية والمادية، فدبت في أجسادهم الحياة من جديد، فالبعض كما حدثنا أنه قبل مجيء رمضان تمر عليهم أيام يأكلون أكلًا لا يكفيهم للعيش لقلته بحكم ظروفهم المادية الصعبة وقلة دخلهم.
البعض الآخر ممن نلتقيهم يقولون نتمنى أن يمتد رمضان طويلًا، ولنا في هذا الأمنية أكثر من هدف منها أن صومنا طويلًا سنجزى عليه، كذلك الناس سينظرون لنا بعين الرحمة والشفقة، على خلاف الأوقات الأخرى التي لا أحد ينتبه لنا، فالكل منهمك في عمله، وإن حصل شيء من مد يد العون، فهي تتخطانا مرات كثيرة.
هكذا وصل حال الناس في هذا البلد، فقر وأمراض، وحالة من الغفلة والنسيان لمن يستحق النظر لهم ممن أنهكتهم الحياة المعيشية الصعبة.
لهذا باتوا أكثر فرحًا بهذا الشهر الفضيل الذي يتم فيه توزيع الزكوات، ويتم فيه التراحم، وفيه يحصلون على شيء مما افتقدوه طيلة عام كامل.
هذه الوقائع التي سردناها هي كافية لإيقاظنا من غفلتنا التي امتدت طويلًا دون أن ننظر لهؤلاء الناس.
وهذه الوقائع تستحق منا التفهم، بل تستحق منا النظرة الفاحصة لهذه الشريحة التي اكتوت بالفقر، والفقر ليس عيبًا، فهو من الله.
لذلك ندعو الإخوة الميسورين ممن أنعم الله عليهم بالرزق الوفير، إلى النظر لهؤلاء الناس، فهم منا وفينا، وهم أولًا وأخيرًا إخوتنا وأهلنا في الدين والإسلام.
وخواتم مباركة على الجميع.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً