اللهم لا حسد يستاهلون كل خير إخواننا في أرخبيل سقطرى.
فالاهتمام المتزايد بسقطرى بدا واضحًا منذ دخول التحالف العربي للبلاد، وسقطرى حصلت على اهتمام كبير وامتيازات كثيرة، بل إنها تخطت كل المحافظات في حصولها على الاهتمام والعناية من الإخوة في التحالف.
لكن من ينظر لهذا الاهتمام في ظاهرة سيرى أنه اهتمام إنساني به من الرحمة والنخوة العربية الأصيلة الشيء الكثير.
مع أن كثيرًا من الناس فسروا هذا الاهتمام بأن له ما بعده من الأشياء التي باتت واضحة للعيان، وراح الكثير في قولهم بأن الجزيرة مهما حصل أبناؤها على الاهتمام فهو مدفوع الثمن، وأن ثمنه غالٍ جدًا.
ألم تروا الانحراف الحاصل في هذا الاهتمام؟
ألم تشاهدوا وتسمعوا عما يحصل في الجزيرة من أشياء بعيدة كل البعد عن الرحمة والاهتمام الإنساني الذي اغتش به كثير من السذج ممن يصدقون ما يسمعون دون النظر والتدقيق؟
اليوم يتم إنشاء مطار جديد في جزيرة عبد الكوري.
جزيرة عبد الكوري كما نسمع أنها جزيرة صغيرة جدًا ولا تستحق أن يتم إنشاء مطار فيها.
وإن كان لكم فائض من المال، وتريدون تقديمه في خدمات لعبد الكوري، فعبد الكوري وباقي مناطق الجزيرة تستحق اهتمامًا في مجال آخر هي في أمس الحاجة له.
أما أن يتم إنشاء مطار فيها فهذا يظهر أن عبد الكوري قد تجاوزت ما قبل المطار من خدمات، ولم يتبقَّ إلا المطار الذي ينقصها. ألاعيب ومكر باسم التطوير، وهي بعيدة عن هذا المسمى.
أين العدل والمساواة والإنصاف يا من توليتم أمر هذا البلد؟
تعالوا وشوفوا بل من غير دعوة فأنتم أصبحتم من الدار وداخل وتعرفون كل صغيرة وكبيرة في هذا البلاد.
انظروا للناس وأحوالهم المعيشية الصعبة.
انظروا لخدمة الكهرباء التي يتوجع منها كل سكان البلد وأنتم صامتون عنها ومهتمون في إنشاء المطارات ونحن نموت جوعًا.
انظروا للخدمات الصحية المهترئة وما يعانيه المرضى من أمراض بسيطة يتم نقلهم للخارج وهي أمراض لا تستدعي للسفر إلى الخارج.
اجعلوا اهتمامكم منصبًا في خدمة الناس وما يفيدهم، وليس لأغراض ومصالح ضيقة مردودها سلبي على البلد وسكانه.
نجزم القول بل إننا متأكدون أن تكلفة إنشاء هذا المطار لو حولت لمكان آخر حتى داخل مناطق الجزيرة، لكانت عادت بالنفع على أعداد كبيرة من الناس بدلًا من هذا المطار الذي لا يستفيد منه كل أبناء الجزيرة، فكيف الحال بعبد الكوري صاحبة الحظ في إنشاء مطار فيها.
