غالبية الحكام والمسؤولين العرب، وهذا ليس بمبرر للبعض، يعتبرون المناصب غنائم، ومكاسب، وملكية خاصة، وحقًا حصريًا، وتكريمًا وتشريفًا مخصصًا، لهم ولعوائلهم وعشائرهم وأحزابهم ومقربيهم... الخ!
إذ يسعون لإقناع أنفسهم والآخرين بأنهم منزهون عن الخطأ والفساد والفشل والضعف! وبأنهم يتمتعون بصلاحية وقوة وكفاءة وجدارة دائمة ونادرة، لا تتوفر إلا لديهم! وبأنهم اكتسبوا المناصب ليس إلا لجدارتهم وخبرتهم وحنكتهم ونجاحهم وشطارتهم الفريدة التي لا تتكرر! وبأنه لا يصلح لهذه المناصب إلا هم! وأبناؤهم ومقربوهم من بعدهم، على نحو مطلق وأبدي!
بل يصورون للعالم، داخليًا وخارجيًا، أن دولهم وبلدانهم ستنهار وتتدمر وستشكل مخاطر، إن هم تخلوا عن مناصبهم ومواقعهم!
ولا يغادرون مناصبهم ومواقعهم إلا إذا ماتوا، أو قتلوا، أو سجنوا، أو لوحقوا وهربوا، أو دخلوا بغيبوبة! بعد إنهاك شعوبهم وإفشال دولهم، وبعد توريث مناصبهم لأبنائهم وذويهم ومقربيهم!
ولا يقبلون بالديمقراطية والتغيير الإيجابي، بذريعة أن بلدانهم حالة خاصة واستثنائية، وأن شعوبهم متخلفة وغير واعية!
وإن أجبروا على الرحيل، فلا يرحلون إلا وقد فتكوا بشعوبهم وخربوا دولهم وفككوها ومزقوها شر ممزق..!