لا تكاد هذه العبارة تختفي من فمه، وتلحقها ابتسامة عريضة لم تفارقه طوال حياته
يا نَسَب رجاء تكبر وتلون هذه الصورة
كنت ذاهبًا إلى موسكو
وذلك الصباح الرمضاني رافقني إلى المطار
ولم يتركني إلا عندما لوحت له بيدي مودعًا من على سلم الطائرة "أيروفلوت"
كان يلوح بيده من على شرفة المطار
فيما بعد وعندما التقينا قال:
كانت عيوني تدمع
كان عبدالباقي المنيفي علامة من علامات شارع علي عبدالمغني، الشارع الذي تعارف الناس فيه، واتفقوا واختلفوا، وشهد نقاشاتهم وحواراتهم واختلافهم وحبهم للثورة والجمهورية وتطلعهم إلى مستقبل أفضل. ليت ذلك اليوم يأتي وتسجل السينما قصة الشارع..
عند مستودع الشرق الأوسط كنا لا بد أن نلتقي كل مساء ونبدأ رحلة الليل بالإطلالة على كرتون الرسائل. يومها لم تكن وسائل التواصل قد حلت على العيون والأسماع، كان ص. ب 69 ملجأ الطلبة والعمال والجنود والضباط، ليجدوا فيه رسائل الأهل والأصدقاء، كان صندوق البريد الأثير صديق الجميع... وأمام الشرق الأوسط كان البريد يكمل ما نقص...
منتزه التحرير شهد جلساتنا مع رفاقنا وأصحابنا وأصدقائنا، وكذلك علي الإبي الذي باع صنعاء بـ7 ريال على العم أحمد الدالي، وذهب إلى السعودية هههه، ولم يعد إليها أبدًا، قلت يا علي كيف؟
قال الرجال تحبل من لسانها، أنا بعت، كان علي الإبي يقدم الشاي أولًا في مقهاية الإبي الأثيرة بتعز، ثم لحقني إلى صنعاء منتزه التحرير الذي سُحِق كما سحقت أشياء كثيرة! هناك تم اغتيال الوحش برصاص غادر...
عبدالباقي المنيفي من جيل الثورة، قدم إلى صنعاء ليلتحق بالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، بعد أن ترك أهله في قرية الحُجْرفي قدس، وبجانب وزارة المالية السابقة أمام سجن الرادع الذي تحول إلى موقف للتاكسيات، وكان يفترض أن يظل معلمًا على ظلم وقهر زمن مضى...
في كل مكان في الشارع ترك المنيفي أثرًا مثلما ترك شقيقه عبدالحميد أثره في القوات الجوية، وشقيقه عبدالودود هما ممن دافعوا عن صنعاء الثورة والجمهورية من أول الثورة حتى السبعين...
انطفأ الشارع يوم أن حلت الماركات محل كل شيء، وضاع الزمن الكبير...
أحيل إلى التقاعد
أحس أنه أكمل مهمته وعاد إلى القرية
حتى ووري ثراها
السلام السلام على روحك