صنعاء 19C امطار خفيفة

الضغط على المنطقة العربية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي

أولًا: أهمية المنطقة العربية

 
إن المنطقة العربية عمومًا تشكل مرتكزًا حيويًا للمشروع الإمبريالي لما تنعم به من موقع استراتيجي، وبما تختزنه من موارد تشمل النفط، والغاز، والمعادن: مثل اليورانيوم، والبلوتونيوم، والألماس، والذهب... الخ، وهي بحاجة ملحة لحماية هذه الموارد من بلدان المنشأ إلى بلدان المقصد.
وبالتالي، يجب الحفاظ على أمن الممرات الاستراتيجية، وضمان عبور الناقلات النفطية العملاقة، والأساطيل، والبواخر التجارية … الخ.
لذلك، فإن تأمين هذه المنطقة الاستراتيجية، يعتبر عصب المخطط الرئيس للمشروع الاستعماري في هذا القرن حتى لو أدى الأمر إلى تدخله الغاشم لحماية مصالحه.
 

ثانيًا: صياغة المنطقة لخدمة مشروع القرن

 
من الجدير بالذكر، أن صياغة المنطقة بدأت منذ عام 1974م بعد حرب أكتوبر 1973م بين مصر وإسرائيل، وقد تبلورت إلى مشروع جاهز في الثمانينيات من القرن الماضي. وتم طرحه أمام "الكونغرس" في عهد الرئيس رونالد ريغان، وخرج إلى العلن لاحقًا تحت مسمى "مشروع الشرق الأوسط الجديد" أو "مشروع القرن"، في فترة تولي كونداليزا رايس منصب وزيرة الخارجية (2001-2005م)، والتي شغلت أيضًا منصب مستشارة الأمن القومي الأميركي (2005-2009م) في ولاية الرئيس جورج بوش الابن. ولم تشر الأدبيات حينذاك إلى ذكر "حل الدولتين" وفقًا لمبادرة السلام العربية التي طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في مؤتمر القمة العربية في بيروت، في الـ27 من شهر مارس 2002م (لا اعتراف بدولة إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الـ4 من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية).
وفي سياق أخر، شرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إبان فترة رئاسته الأولى (20 يناير 2016-19 يناير 2020م)، في بدء إقامة التطبيع بين العرب وإسرائيل، بموجب اتفاق إبراهيم أو أبراهام نسبة للنبي إبراهيم أبي الأديان السماوية الثلاثة، عليه السلام.. وقد توقف التطبيع بعد هزيمته في الانتخابات للفترة الرئاسية الثانية... ويحاول حاليًا مواصلة التطبيع بعد توليه الفترة الرئاسية الجديدة 20 يناير 2025م، متناسيًا أيضًا حل الدولتين.
وفي هذا الصدد، أكد من جديد رئيس مجلس الوزراء، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمام اجتماع مجلس الوزراء، أنه لا اعتراف بإسرائيل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
 

ثالثًا: اليمن ضحية مشروع القرن

 
وبناء على المعطيات السابقة، تعتبر اليمن إحدى المحطات الرئيسة المستهدفة لمشروع القرن، لأسباب كثيرة منها: موقعها الاستراتيجي، وثرواتها، وتراثها... الخ، إذ أصبحت ضحية لأطماع خارجية للبسط على جزرها، وموانئها، وأراضيها وممراتها الاستراتيجية.
قصارى القول، إن جل شعب اليمن يدعو إلى احترام السيادة اليمنية، وسلامة أراضيها، ووحدتها الوطنية وفقًا للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وهذا هو بيت القصيد.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً