أوروبا العجوز تنتفض في وجه الابن العاق الذي انقلب على كل المواثيق والروابط مقررا إدخالها دار المسنين!
ماذا في وسعها أن تفعل؟
لديها الخيار الصيني؛ وحدهم الصينيون قادرون على كبح راعي البثر في القرن ال21. لكن هذا سيعني تسريع قيام نظام دولي متعدد الأطراف يشمل، علاوة على روسيا، قوى كبرى من عالم الجنوب إلى جانب الصين (الأولى اقتصاديا في ظرف 5 سنوات) هي الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وهذه الدول ال4 مؤسسة (أو منضمة) لمجموعة بريكس!
ترامب، وليس اوباما او الكسول بايدن، هو "الوريث الشرعي" للآباء المؤسسين. ولا ضير من توهمات الوريث من انه أهم بكثير من واشنطن ورفاقه الذين سبق لهم ان اصطفوا انفسهم رسلا إلى الإنسانية جمعاء!
العالم يقترب من انقلاب كبير في العلاقات الدولية حيث القارة العجوز تبتعد مرغمة عن الجزيرة القارة (اميركا) فيما تحاول جزيرة القارة (بريطانيا) إعادة الوئام إلى العلاقة بين دول الاستعمار القديم (في أوروبا) والمستعمر الجديد الذي يقطن البيت الأبيض.
كذلك يجد العالم نفسه مضطرا إلا استدعاء سنوات فارقة في القرن ال20؛ دخول الحلفاء برلين في ختام الحرب العالمية الثانية، وانهيار جدار برلين وحلف وارسو من بعده، توسع حلف الناتو شرقا (تسعينيات القرن العشرين). ويبقى أن يفكر الفرنسيون والألمان، جديا، في أوروبا منفكة عن اميركا، وذلك ليس متصورا بدون الحكيم الصيني!