صنعاء 19C امطار خفيفة

الأستاذ النّبيل الشاعر والإنسان عبدالله قاضي

الأستاذ النّبيل الشاعر والإنسان عبدالله قاضي
عبدالله قاضي
سلامات أخانا العزيز، شعرت بحزن شديد لتعب قلبكم المترع كرقة الماء وصفاء الحب وصدق الوفاء، لا يحمل الحقد، ولا يعرف الكراهية.
اخترت العزلة للابتعاد عما يكدر الصفاء والنقاء. وللاحتفاظ بقلب سليم، خالٍ من التباهي أو الادعاء.
السلامة لقلبك السليم. والمعافاة لجسدك الذي رفض الاحتياج للآخر. اخترت لنفسك حياة مغايرة ومختلفة. وكنت يا ابن القاضي وأنت المدرك لأسرار اللغة، والماهر في نظمها، والمبدع في صورها، والأستاذ في نحوها وصرفها.
كنت الأكثر صمتًا. اخترت الصمت الأبلغ من القول. وكنت في مسلكك الأنموذج والمثل، كنت الصديق والمحب لكل من عرفت. تمتلك المقدرة الفائقة على فهم الآخر، ومعرفة ما تعنيه صراعاتهم.
سخرت من التفاهات، وقابلتها بابتسامة الضجر. ومشيت لاختياراتك بوقار وإرادة عجيبة. كنت الصوفي الزاهد بدون تصنع أو ادعاء.
قرأت أخي شفاك الله وعافاك، المقابلة التي أجراها معكم الصحفي الاستقصائي القدير علي المعبقي، ودللت إجاباتك الدقيقة والذكية أنك لست غائبًا أو مغيبًا، وأنك حاضر تقرأ الأسئلة بعقلية متفتحة وذهن وقاد. وتعرف طبيعة ما يدور.
حياتك وأمثالك وهج الصدق وبسمة المقام. لا عدمناك. فأنت الشاهد العدل على تفاهة ما نختلف ونتقاتل عليه. أنت يا عبدالله أبو ذر الغفاري الذي غادر فساد المدينة وعبث الحكم وضلال الأحزاب.
ابتعدت جسدًا، وبقي عقلك وضميرك اليقظ حاضرًا.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً