فيروز صوت فلسطين قدر ما هي سفيرة لبنان إلى النجوم. هي الاستثناء في عالمنا العربي، إذ تكاد أن تكون "الثابت" الذي يلتقي حوله العرب باختلاف معتقداتهم وتياراتهم وأذواقهم وأعمارهم. هي الرفيقة منذ ان يسمعها الانسان طفلا إلى ان يشيخ. ووحدها، وحدها فقط، بوسع أي كان ان يجاهر بحبها دون ان يؤاخذه أحد. كذلك يحبها الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله، مثله مثل اي ليبرالي او يساري ستاليني او قومي او تروتسكي.
بالموازاة فان لفيروز ان تقول ما تشاء، أو ينسب اليها ابنها العبقري زياد ما يريد أو تسمح هي، فلا يملك أحد أن يحنق او يتبرم؛ كما حدث قبل اكثر من عقد عندما صرح زياد الرحباني بحكاية إعجابها بالرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر وبالأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله!
في هذه الأغنية الحزينة تحكي قصة فلسطين "بلكي بيوعى الضمير"، وهي عادت لتغني لفلسطين في اغانٍ خالدة لاحقة سكنت أفئدتنا منذ كنا صغارًا.
الخريف الماضي، سمعت تسجيلًا إذاغيًا قديما للفنانة القديرة نجاح سلام (لإذاعة لبنان) تم وضعه في صفحة باليوتيوب، تؤكد فيه ان اسرة فيروز مقدسية قدمت إلى بيروت نهاية الأربعينات، مستندة إلى معرفتها بشخص فيروز، سنتذاك، والى علاقتها الخاصة بمدير إذاعة لبنان حينها (اواخر الأربعينات ومطلع الخمسينات).
هذه رواية غير متواترة على ما يبدو، فكل عام تثار قصة اصل ومنبع فيروز في عالم عربي ممسوس بالهويات. وقد طلبت من الصديق الجميل جمال جبران Jamal Jubran إسعافي بالخبر اليقين، هو البيروتي بالفن والثقافة قبل الصحافة والهوى والإقامة.