كيف تكتب الكلمات عن رجل لم يكن مجرد اسم في قائمة المناضلين، بل كان روحًا متقدة بالحب والوفاء، وقلبًا نابضًا بالنبل والإخلاص؟
في لحظة فارقة من عمر هذا الوطن، ينطفئ نور آخر من مشاعل الحق، ويرحل عن دنيانا رجلٌ وقف شامخًا كالسنديان، محاميًا عن المظلومين، ومناضلًا من أجل الحرية والكرامة.
كان صوتًا للحق حين يخفت، وصرخةً للعدل حين يسود الظلم. جعل من قلمه ولسانه سيفًا في مواجهة الطغيان.
لقد رحل المحامي أحمد سالم هبيص، لكن صدى كلماته سيبقى، وتاريخه سيظل شاهدًا على رجل لم يساوم، ولم يبع مبادئه في سوق المصالح. كان رجلًا من طراز نادر، ممن يؤمنون بأن النضال ليس شعارًا يُرفع، بل تضحية تُقدم، وموقف لا يُباع ولا يُشترى.
عرفته أخًا وصديقًا عزيزًا ورفيق درب لم يتغير، كان مدرسة في الحب والوفاء، يُلهم من حوله بقيمه الراسخة وثباته على المبدأ. في لحظات الفرح كما في الأوقات العصيبة، كان السند الذي لا يميل، والصوت الذي لا يخفت، والموقف الذي لا يلين أمام الظلم أو التخاذل.
أحمد سالم هبيص لم يكن رجلًا عابرًا في الحياة، بل كان أثرًا عميقًا في قلوب من عرفوه، صديقًا لا يعرف الغدر، ورفيقًا لا يعرف الخذلان. عاش شامخًا، ورحل تاركًا خلفه إرثًا من المواقف والمبادئ، وسيرة ستظل تروى لمن يبحثون عن معنى النقاء في زمن المتغيرات.
وداعًا أيها الصديق الوفي، وداعًا أيها الأخ النبيل.. لن يبهت اسمك في ذاكرتنا، ولن تغيب عن قلوبنا يومًا.
نم قرير العين أيها الفارس، فقد كنت كما أردت أن تكون: حرًا، نقيًا، ثابتًا على المبدأ. سيذكرك هذا الوطن كلما اشتد الظلام، وستكون سيرتك نورًا يهتدي به القادمون في دروب الكفاح.
وداعًا أيها المناضل… وداعًا أيها الحر.
اختلطت الدموع بحبر الكلمات، نرثيك بقلوب دامعة، ونواسي أنفسنا بدعائنا لك، بأن يجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة، ويجمعنا بك في دار الخلود .
خالص التعازي وصادق المواساة إلى الأخ، يوسف أحمد سالم هبيص وأخوانه وإلى أخوان الفقيد وأسرته والى الزملاء في نقابة المحامين بحضرموت وكافة اصدقاء ومحبي الفقيد أحمد سالم هبيص، ونسأل الله العلي القدير أن يعصم قلوبهم بالإيمان وان يلهمهم جميعا الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون