فاجأني اليوم الزميل خالد الإبي، رئيس فرع حزبنا "التجمع الوحدوي"، بنبأ حزين أدمع عيني، وهو ينعى زميلنا في الحزب والحياة الأخ جواد جعران، الذي شيع إلى مثواه الأخير صباحًا، تاركًا عدن الأثيرة الحبيبة إلى نفسه، غارقة هي الأخرى في أحزانها المتواصلة التي طالما كتب وتمنى انجلاءها.. وتمنينا كماه.
غاب عن دنيانا أبو نزار جواد جعران، رفيق العمل الحزبي، وزميل الأحزان التي نتشاطرها، ونحاول أن نناضل قليلًا، ولو بالكلمة الفيسبوكية، بحرية طالما تمنينا نيلها، وعجزنا جيلًا بعد جيل.. وما نفعله معًا ما هو إلا أضعف الإيمان والمقدر المتاح!
جواد جعران ربيب حارة حسين الأثيرة، قبل انتقاله لوسط الخساف، وعضو نادي الحسيني الرياضي العريق، الذي بقيت لنا جدرانه كمقر لحزبنا الأصيل.
يحفظ جواد تاريخ الحركة الرياضية العدنية، وأبرز لاعبيها أصدقاء له، وكل كباتنها، ويسره التسري معنا بالخبابير العدنية الرياضية يوم كان الحقل أو المجال أو الميدان الرياضي كما تعلمون نجم النجوم، وكوادره طليعة المجتمع.
لا ينسى جواد كلاسيكيته العدنية، فيتوجها بكوفيته الزنجبارية المغزولة بدقة وإتقان، والمتوارثة جيلًا فجيلًا.
فقدناه.. رحم الله جواد جعران.. ستفتقده الكوادر في الرياضة والسياسة والنفط التي شغل بعمله في وزارتها وظيفة مدير قسم، وستفتقده قلوعة المعلا، حيث اعتاد فيها على لقاء أحبته رفاق العمر المديد.. وسيفتقده حزب التجمع الوحدوي اليمني، ورصيف البحر الأحمر ونادي الفنانين ومقاهي الإنترنت التي كان يرتادها بانتظام.. وسيفتقده الشاي العدني الملبن الذي يعشقه ونتشاطر احتساءه، ونظارته الأنيقة التي خلق لها الله أنفًا في وجوهنا لنضعها فوقه.. وسأفتقد فيه صديقًا عزيزًا ودودًا كريمًا أحب عدن وأحببتها كماه.
بقلب محزون أرفع أسمى آيات التعازي لأسرته الكريمة، وبالأخص ولديه النجيبين، وإلى كل قيادة وكوادر وأعضاء حزبنا التجمع الوحدوي اليمني.. وما يفصلنا ما هو سوى مواعيد ومواقيت فيها لكل أجل كتاب... فالموت موعد لا يخيب ظن الناس، كما يموت الناس نموت وسنموت لأن الموت وعد لا يرد ولا يزول.