الدكتور سلطان سعيد حيدر الصريمي، مبدع كبير وأحد مؤصلي الأغنية الشعبية.
بزغ نجمه في السبعينيات القرن الماضي.
في مطلع السبعينيات في مدينة الحديدة شكل ثنائيًا مع الفنان الكبير عبدالباسط عبسي، وكانت "واعمتي" أول أغنية لسلطان غناها عبدالباسط، وكانت أول قصيدة لسلطان تنشر في مجلة "الكلمة"، وربما أول أغنية يغنيها عبدالباسط.
الدكتور سلطان الصريمي إنسان بسيط، لصيق بحياة البسطاء من الناس، يحب ويحب، شق طريقه في الحياة كواحد من أبناء ريف تعز الفلاحين. رحل في الصبا مع أبيه المزارع إلى جيبوتي، عاد منها إلى عدن.
التحق في فجر سبتمبر بكتائب الحرس الوطني.
عملنا منتصف ستينيات القرن الماضي، في فرق الشركه اليمنية للتجارة الخارجية في تعز، وانتقلنا معًا للعمل في فرع الحديدة.
كان في طليعة التأسيس لاتحاد الادباء والكتاب اليمنين، وحضور مؤتمره العام الأول عام 1974.
ارتباطه بحياة البسطاء وقربه من معاناتهم وتلمس الهموم ونبض القلوب، عبرت عنه عشرات الأغاني الشعبية التي انتشرت في طول اليمن وعرضها.
وغناها كبار الفنانين: محمد مرشد ناجي، أيوب طارش، أحمد فتحي، عبدالباسط، وجابر علي أحمد، وكثيرون.
أعطى الأولوية في حياته للهم الأدبي والثقافي والتعليمي، درس الماجستير والدكتوراه في فلسفة العلوم الاجتماعية في موسكو.
درّس لفترة قصيرة في جامعة صنعاء.
حضوره كبير في الحياة الأدبية والثقافية، فهو عضو لجنة تنفيذية في اتحاد الأدباء والكتاب وأمين عام للاتحاد ورأس تحرير مجلة "الحكمة" المحلية الصادرة عن الاتحاد.
وكان حضوره في الجانب العملي والسياسي كبيرًا وواسعًا أيضًا، فقد رأس تحرير صحيفة "الثوري" صحيفة الحزب الاشتراكي، فهو عضو في اللجنة المركزية والمكتب السياسي.
أسس مركز الكناري ومجلته "دروب".
انتخب عضوًا في مجلس النواب في انتخابات 1983، وعمل مستشارًا لوزير الإعلام، وملحقًا ثقافيًا في السفارة اليمنية في القاهرة.
إبداعات وعطاء الدكتور سلطان الصريمي كثيرة، وإسهاماته في الحياة الأدبية والثقافية والسياسية واسعة، الاهتمام بإبداع وإرث هذا الشاعر والمناضل الذي تعرض للاعتقال والملاحقات وقطع الراتب، مسوؤلية رفاقه ومحبي عطائه وكفاحه.
الدكتور سلطان علم من أعلام اليمن، ورمز كبير من رموزه الوطنية والإبداعية.
له الرحمه والخلود، والتحية لرفاقه في الحزب ولمنظمة جار الله عمر التي أحيت الذكرى، وأولًا وأخيرًا للعزيز الأستاذ يحيى منصور أبو أصبع، رئيس الحزب، ولكم ولكنّ جميعًا خالص التحية والإعزاز.